أخبار

الذكر يريح القلب ويبعث الطمأنينة .. تعالوا نذكر الله بهذه الطريقة

كيف تدير مشكلة طرفها امرأة.. هكذا كان يفعل النبي؟!

كيف تزجر النفس عن المعاصي؟

تريد أن تحقق الطمأنينة والسلام النفسي في حياتك؟.. عيش بهذا الذكر وردده من قلبك

إصلاح النفس غاية الجميع.. لكن كيف يكون الطريق إليه؟

قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها

خطيبتي خلوقة وتصلي لكنها تدخن.. هل أفسخ الخطوبة؟

والدتي المسنة لا تصلي وغير محجبة .. ما العمل؟

"القلم أحدُّ اللسانين واللبن أحد اللحمين" .. من هو أول من خط بالقلم؟

هذه أحوال التاجر الذكي وهذه هي بضاعته.. فلماذا تبور تجارتك؟

رفقاء الوسادة .. "الموبايل واللاب توب" .. هذه هي تأثيراتهم على سلوكياتنا

بقلم | ناهد إمام | السبت 13 يناير 2024 - 10:31 ص

لم تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي وأدواتها المتمثلة في الكمبيوتر المحمول "اللاب توب"، والتليفون المحمول "الموبايل"، في تأثيرات "نفسية" و "إجتماعية" ضارة فقط، بل إن الأمر يمتد على طول الخط لأضرار سلوكية.

تعتبر السلوكيات الكسولة هي أبرز، وأشهر السلوكيات الضارة على الصحة النفسية، وتسببت فيها وسائل التواصل الإجتماعي.

وهذه السلوكيات الكسولة هي تلك التي تتضمن الجلوس،  أو الاتكاء لفترات طويلة،  وتستهلك طاقة قليلة, وهذا ما يحدث في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي, مما يؤدي إلى مخاطر صحية كثيرة مثل الإصابة بمرض السكري أو السمنة أو أمراض القلب أو زملة الأيض.

 أما تأثير تلك السلوكيات الكسولة على الصحة النفسية فلم يدرس بعد بشكل واف, ولكن الملاحظات تشير إلى درجات مرتفعة من الاكتئاب،  والقلق،  واضطرابات النوم،  وانخفاض الدافع للعمل،  والإنجاز،  واضطراب العلاقات الاجتماعية.

 ومن السلوكيات الضارة أو السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا، ما أسماه الاختصاصيون النفسيون بـ" السلوك المزاح "،

 بمعنى أن خريطة النشاط تزاح في اتجاه سلبي, فالأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا في السلوكيات الكسولة (مثل مستخدمي وسائل التواصل) يكون لديهم وقت قليل للتفاعل الاجتماعي والأنشطة الجسدية, تلك الأشياء التي تشكل وقاية ضد الاضطرابات النفسية. وهنا يصبح التأثير السلبي (طبقا لنظرية الإزاحة) ليس فقط بسبب مباشر من استخدام وسائل التواصل بشكل مفرط ولكن لغياب الأنشطة الأخرى المهمة للصحة النفسية.

اقرأ أيضا:

الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأة

 ويعتبر "اضطراب النوم"،  نتيجة الضوء الأزرق، من السلوكيات الناجمة عن الافراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا، فقد العالم النفساني  (Wright et al, 2013) أن الأشخاص الذين يخيمون لمدة أسبوع على الجبال الصخرية ويتعرضون للضوء الطبيعي بعيدًا عن الوسائل الإلكترونية, يحدث لديهم تناغم بين الساعة البيولوجية للمخ وبين شروق وغروب الشمس. أما في ظروف حياتنا العصرية الضاغطة والمزدحمة فإن الساعة البيولوجية للمخ تكون عرضة لاضطرابات كثيرة, فنومنا ليس طبيعيًا بسبب رفقاء الوسادة مثل التليفون المحمول واللاب توب.

وقد وجد أن شاشات الأجهزة الإلكترونية مثل الكومبيوتر واللاب توب والتليفون المحمول تصدر موجات من الضوء الأزرق يؤثر في دورات النوم عن طريق تأثيره على إفراز مادة الميلاتونين التي تعتبر كيمياء المخ. وطبقا لأبحاث (Holzman, 2010) فإن موجات الضوء الأزرق المتضمنة في الضوء الصناعي يشكل خطورة قصوى على الإنسان, وهو يثبط إفراز الميلاتونين عن طريق تأثيره على حساسات معينة في شبكية العين.

 كما تدفع وسائل التواصل الإجتماعي لما يمكن تسميته بـ" ممارسة المهام المتعددة"،  وتأثيرها على الصحة النفسية، فهذا التغير السريع للمهام (أو ما يدعى تعددية المهام) الذي تدفع إليه وسائل التواصل الاجتماعي, ربما يكون أحد الأسباب الرئيسة للاكتئاب.

وعلى الرغم من أن تعددية المهام هي إحدى السمات الإنسانية, إلا أن الوسائل التكنولوجية الحديثة قد شجعتها وعززتها من خلال تعددية نوافذ الكومبيوتر, وتعددية التطبيقات على شاشة الهاتف الذكي, والنطاق الواسع للمؤثرات والمشتتات البصرية والسمعية من خلال وسائل تواصل عديدة على طرف أصابعنا في كل ثانية من يومنا, وهكذا أصبحت تعددية المهام هي قاعدة حياتنا العصرية وليست استثناءًا فيها, ومن هنا نفهم لماذا تتزايد نسب الاكتئاب والانتحار في العقود الأخيرة خاصة لدى المراهقين والشباب وحتى الأطفال. فنحن أمام مخ تمت صياغة مساراته وخرائطه تحت تأثير قصف غير مسبوق من المحفزات السمعية والبصرية تشكل مشهدًا فسيولوجيًا وكيميائيًا غير مسبوق.


اقرأ أيضا:

قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها

أما العزلة الإجتماعية، كسلوك سلبي ، فهي من بديهيات الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي،  بما لها من آثار خطيرة.

ومن خلال مراحل التاريخ المختلفة،  كانت أحد أهم وسائل التعذيب والتدمير النفسي للإنسان هي "العزل الاجتماعي" في زنازين انفرادية. فالعزل الاجتماعي حتى للأشخاص الأسوياء يؤدي إلى تدهور وتفكك في الوظائف الجسمية والنفسية, وقد يؤدي إلى الوفاة. وعلى الجانب الآخر وجد أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية جيدة يتمتعون بصحة جيدة ويعيشون عمرا أطول ويكونون أكثر سعادة.

 وقد ثبت من خلال الكثير من الأبحاث والمشاهدات اليومية أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى عزلة اجتماعية شديدة, فالكثير من المراهقين والشباب وحتى الكبار قد يمكثون لساعات طويلة ممسكين بالهاتف الذكي أو اللاب توب أو الآي باد أو التاب, ويفقدون اتصالهم بالعالم الواقعي تماما ويتوقفون عن دراستهم وأعمالهم وعلاقاتهم وهواياتهم, وتتدهور بالتالي صحتهم الجسمانية والنفسية ويصابوا بحالات من الاكتئاب, وفقدان الشغف بكل شيء في الحياة, وتبدو عليهم علامات الإدمان واضحة, ومع ذلك يعيشون حالة من الإنكار – مثل أي مدمن – ويقاومون أي محاولة لإخراجهم من هذه الحالة, ويدخلون في نوبات من العصبية والهياج،  وربما العنف إذا حاول أحد المقربين تنبيههم أو منعهم من هذا الاستخدام الإدماني لهذه الوسائل. ونرى في حياتنا شبابا ومراهقين وقد أغلقوا على أنفسهم غرفهم واحتضنوا هاتفهم تحت البطانية وظلوا معه طوال ساعات يقظتهم وانسحبوا من الحياة بشكل كامل ليعيشوا في فضاء إلكتروني خادع ومدمر ولكنه بالنسبة لهم جديد وممتع.

د. محمد المهدي

أستاذ الطب النفسي – جامعة الأزهر

*بتصرف يسير

اقرأ أيضا:

خطيبتي خلوقة وتصلي لكنها تدخن.. هل أفسخ الخطوبة؟

اقرأ أيضا:

والدتي المسنة لا تصلي وغير محجبة .. ما العمل؟



الكلمات المفتاحية

وسائل التواصل الاجتماعي لاب توب موبايل اكتئاب قلق عزلة اجتماعية

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled لم تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي وأدواتها المتمثلة في الكمبيوتر المحمول "اللاب توب"، والتليفون المحمول "الموبايل"، في تأثيرات "نفسية" و "إجتماعية" ضارة