البعض يعاني من عدم قدرته في الدفاع عن نفسه أمام أي مشكلة أو أزمة، فتكون النتيجة المزيد من الإحباطات على المستوى الشخصي، فكيف لمثل هؤلاء أن يواجهوا أزماتهم بقلب قوي، دون الوقوع في أي خطأ؟..
للأسف البعض يربط بين عدم الرد في الأزمات وبين صفة ضعف الشخصية، وبالتالي فمن الضروري أن يمتلك شخصية قوية، يكون قادر على الرد، لكن دون الوقوع في الأخطاء أو التجاوز في حقوق الغير، ومثل هؤلاء تراهم يمتلكون ذاكرة ضعيفة جدًا، بحيث يفاجئ بالأزمة كأنها الآن فقط، فلا يستطيع الرد.. قد يكون هؤلاء أصحاب قلوب سلسة ومسالمة مع الله عز وجل، لكن أيضًا ضعف الشخصية ليس من الإسلام في شيء.
عودة الثقة
البداية يجب أن تكون بعودة الثقة إلى مثل هؤلاء، ولكي يحدث ذلك، على هؤلاء زيادة معدلات ارتباطهم بالناس، وعدم الخوف منهم، والاستماع جيدًا للناس، لفهم كيف يفكرون، أيضًا على هؤلاء اللجوء إلى القراءة فإنها عامل مساعد في ملء الذاكرة بالمعلومات والذاكرة الحديدية، أما إذا كان ضعف الذاكرة مرض، فالأمر بعد استشارة الطبيب يحتاج لنوعيات معينة من الأطعمة، مثل السمك والبيض، فضلاً عن ترديد الأدعية النبوية التي تساعد على ذلك ومنها: (اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماماً ونوراً وهدى ورحمة اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حجة يارب العالمين).
إلى جانب المحافظة على صلاة الفجر في موعدها، فمن حافظ على هذه الصلاة جعل الله له نورًا يمشي به، تخيل أن تسير بنور الله، فلا يمكن أبدًا أن يؤذيك أحدهم، أو أن تتلعثم في الحق، وبالتالي تزيد ثقتك بنفسك يومًا بعد يوم، وهو المطلوب في كل مسلم.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟قوة الإيمان
بالأساس قوة الإيمان تعني قوة الثقة بالنفس، وهناك علامات يعرف بها الإنسان مدى قوة إيمانه منها، تقديم ما يحبه الله ورسوله على ما تحبه نفسه وهواه، وبذل النفس والمال والغالي والرخيص من أجل الله تعالى، فضلا عن الطمأنينة والانشراح عند ذكر الله تعالى، قال الله تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (الرعد:28).
أيضًا باليقين في الله، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ» (الحجرات:15)، وآخر شيء السرور والفرح بفعل الطاعة والضيق عند فعل المعصية، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن».