هل شاهدت ذلك الطفل أو الأطفال المتجمعين حول كلب من كلاب الشارع يضربونه بشدة ويضحكون؟
أو قرأت عن "تشكيل عصابي" مكون من "أطفال" قاموا بسرقات في منطقة سكنية ما؟
ربما تقول في نفسك أن هؤلاء "أطفال الشوارع"، وأن الأطفال من يتربون في أسر وبيوت جيدة، لا يرتكبون مثل هذه الحماقات، والسلوكيات المشينة والإجرامية، والحقيقة أن جميع الأطفال معرضون للإصابة باضطراب يسمي "السيكوباث" أو "اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع"، إذ أنه مرض عقلي مزمن، تختل فيه طريقة التفكير، والإدراك، لأسباب كثيرة، متنوعة، تبدأ جذوره منذ الطفولة بحكم النشأة، والتربية، والتعرض لإساءات نفسية وجسدية، وهو موضوع حديثنا عبر السطور التالية.
أعراض السيكوباث عند الأطفال
لا يأبه الطفل المصاب بهذا الاضطراب النفسي بأي أفعال تدميرية يقوم بها، فقد يشعل حريقًا، يؤذي حيوانًا أو إنسانًا، ويشعر بالمتعة جراء هذا.
كما لا يأبه أيضًا لكون سلوكه صواب أم خطأ، ولا يحترم حقوق الآخرين، ولا مشاعرهم، يغلب عليه الاستخفاف بكل شيء، وهو بعد الأذى والاعتداء لا يشعر بالذنب، ولو وكلت له مهام لا يشعر بمسئولية تجاهها، سواء كانت أسرية أو مدرسية، وهو منعزل بشدة ومستأسد في الوقت نفسه على غيره، وغضبه متفجر تجاه الأحداث والمواقف.
أعراض السيكوباث في البالغين
وتظهر أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هذه منذ الطفولة، لكنها تبدو كاملة في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، فيميل المصابون بهذا الاضطراب إلى معاداة الآخرين، أو غشهم، أو معاملتهم إما بأسلوب فظ، أو عدم مبالاة شديدة، كذلك يحتمل في أغلب الأحيان انتهاكهم للقانون والوقوع في مشاكل متكررة، دون الاعتراف بالذنب أو الشعور بالندم، وقد يكذبون أو يتصرفون بطريقة عدائية، أو اندفاعية، ويواجهون مشكلات بسبب تعاطي المواد المخدرة، أو الكحول.
علامات تحذيرية تستلزم تدخل مبكر
وبحسب الاختصاصيين هناك علامات تحذيرية يتوجب على الآباء والأمهات والمدرسين ملاحظتها لحماية الأطفال بالتدخل المبكر بواسطة متخصصين، حتى لا يقعوا ضحية لهذا الإضطراب، مثل:
- تورط الطفل في السرقة المتكررة، والكذب المتكرر.ويعتبر الأطفال من يقيمون في بيئات تحفها القسوة، والإهمال، والتجاهل، والإساءات النفسية والجسدية هم أكثر الفئات تعرضًا للإصابة بهذا الاضطراب.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟