يخلط الكثيرون في فهم التوكل وعلاقته بالأخذ بالأسباب، فالتوكل على الله عبادة قلبية ينبغي على المؤمن أن يحرص عليها ويسعى لتحصيلها فبها يسعد وتعالج همومه ويشعر بطمأنينة قلبية لأنه متوكل على الله تعالى. الفرق بين التوكل والتواكل:
هناك فرق بين التوكل والتواكل فالكلمتان وإن كانتا قريبتين من بعضهما لكن الفرق بينهما كبير جدا فالمتوكل يأخذ بالأسباب كاملة ولا يعتمد عليها ويرجع الأمر لله الذي بيده كل شيء بخلاف الذي يتوكل على نفسه يعتمد والذي لا يسعى لتغيير حاله كأنه يظن أن الله لو أراد تغيير شيء لغيره وأن الله لا حاجة له بهذه الأسباب وهذا هو المتواكل، أيضا المتوكل يرضى الله على الإنسان المتوكّل عليه ويحفظه من السوء ويضع مفاتيح الخير أمامه ويهديه دائمًا لاتّباع الطريق الصائبة ويثيبه على سعيه في الحياة، أما المتواكل فلا يرضى عنه الله ولا يحظى بتوفيق الله وتيسيره ولا يستجيب لدعائه، أيضا المتوكل كثير الفعل والدعاء ينوي وينفّذ ما نوى، أما المتواكل فلا يفعل ولا ينوي يتكلمّ كثيرًا ولكنه لا ينفذ شيئًا.
في معنى التوكل:
فالتوكل على الله تعالى يحصل بالعلم بأنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وأن الأمور كلها بيديه سبحانه فهو وحده الذي يضل ويهدي ويسعد ويشقي، ويميت ويحيي. وكل من عداه سبحانه فلا يملك لنفسه، فضلا عن أن يملك لغيره، ضرًا ولا نفعًا.
فمن علم هذه الحقيقة الكبرى حق العلم، سهل عليه التوكل، وتفويض الأمور كلها لله سبحانه ثم إن
التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب، بل الأخذ بها من كمال التوكل.
فعلى المسلم أن يفوض أموره كلها لله، ويعتمد في نجاحها عليه بقلبه، وأما جوارحه فتكون مشتغلة بالأسباب الظاهرة التي شرع الله الأخذ بها.
ولا يتصور أن مسلما يعرف ربه وقدرته، ويعرف نفسه وعجزها، ثم يزعم أنه لا يمكنه التوكل على الله، بل من استشعر غنى ربه التام، وفقر نفسه وفاقته وحاجته إلى ربه، انطرح على أبواب عبوديته ولم يلجأ لغيره سبحانه.
وشرط التوكل هو الإخلاص لله، والتفويض في جميع الأمور إليه مع أخذ الجوارح بالأسباب.
موانع تحقيق التوكل:
تعليق القلب بالأسباب، واعتقاد أن النفع والضر قد يحصل بغير طريق
التوكل والتفويض لله تعالى فلابد للمؤمن أن يقوم قلبه ويتأكد أن الضار والنافع هو اله تعالى فقط لا غير ودن الأسباب أشكال في الأرض مأمورون بتناولها دون الركون إليها ودون أن ننسب لها فعلا.