أخبار

فوائد مذهلة للتوت الأزرق.. يحسن ضغط الدم ويقوي الذاكرة

5 نصائح لا تفوتك لإنقاص الوزن والحفاظ عليه للأبد

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

كيف تشكر الناس بطريقة تجعلهم أسرى في خدمتك؟

عجائب بني إسرائيل.. أغرب النهايات في قصة العجوزين

تعلم من رسولنا المصطفى كيف تتعامل مع أزمة زيادة مصروف البيت

لماذا المؤمن في مأمن من الخوف؟ وكيف يتعامل مع الحزن؟ (الشعراوي يجيب)

7طاعات عليك الالتزام لتصل إلى مرتبة الأدب مع الله .. خلق الأنبياء وجوهر العبودية

تعرف على ما ورد عن النبي في تسوية الإمام للصفوف قبل الصلاة

دعاء المولود كما ورد عن النبي

حتى لا تغتر بملكاتك.. هل يكفيك هذا يوم القيامة؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 02 مايو 2024 - 06:50 ص

وازن الشرع الإسلامي بين القول الثابت والسديد وبين العمل الصالح، لتكتمل بهما حياة الإنسان ويستقر له ما ينفعه، بحيث لا يكفي القول الصالح لكي تكون مؤمنا صالحا، بل يجب عليه أن يتوج إيمانه بالعمل الصالح، تصديقا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم : " الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل".

ويقول الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)".

فبعض الناس يظن أن القول الثابت والصالح يكفي لكي يكون إنسان منتجا ومؤمنا كاملا، بحيث أنه إذا ألف كتابا أو ترك علما نافعا، أو خطب خطبة بليغة، أو تغنى بأغنية هادفة، فهو ليس في حاجة للتطبيق والعمل، لطالما أنه وفّى ما عليه من قول ودعوة إلى الله .

بل إن بعض الناس يظن أنه بفنه أو إبداعه في إحدى المجالات كالرسم أو الموسيقى، يقدم لغيره خدمة جليلة وعملا نافعا يطلق عليه "غذاء الروح"، معتبرا نفسه وفنه هو الأيقونة التي يشبع بها الجوعى ويبرأ بها المرضى، كأنه امتلك من السحر بحسب ظنه في فنه ما يعجز عنه الأطباء وعلماء الاقتصاد.

فقد يكون الفن والإبداع مهما، ولكن هل يصلح علاجا حقيقيا لمريض يحتاج لعملية جراحية ولا يمتلك ثمن الدواء ودخول المستشفى، وهل يصلح هذا الفن أن يكون دفئا لأطفال الشوارع في الليالي قاسية البرودة، وهل يشبع الجوعى ويكسى العراة ويستر حاجات المساكين؟.

شمولية الإسلام 


هذا الدين شامل لتصديق القلب، بعمل الجوارح.

قال الشافعي -رحمه الله-: "كان الإجماع من الصحابة، والتابعين من بعدهم، ومن أدركناهم، يقولون: إن الإيمان قول، وعمل، ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة عن الآخر".

فالعمل الظاهر لا ينفع صاحبه إن لم يكن معه عمل قلبي، والعمل القلبي لا يكفي بلا عمل ظاهر، كما قال الشافعي أيضاً: "لا يجزئ واحد من الثلاثة عن الآخر"، ولذلك فإن الإيمان شعب كثيرة.

لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.

وفي محاولة منا لأن نعثر على بوصلة الطريق وعلاماته الإرشادية سألنا القرآن الكريم والسنة المطهرة، باحثين عما ينفعنا ولا يضرنا في طريقنا هذا الذي ينتهي مع آخر نفس من أنفاسنا في الحياة ليبدأ بنا طورا آخر لا ينفع فيه نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا..

اقرأ أيضا:

كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب

ابحث عن المنفعة


من القرآن نتبين أن الذكرى تنفع المؤمنين، الذاكرين والمذكرين والمتذكرين، وأن النصح لا ينفع لمن سلك طريق الغواية وتنكب طريق الصلاح ولم يرد لنفسه الهداية، فأراد الله له الغواية، وأن الإيمان هو ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته، وأن ذلك الإيمان هو مسئولية تضامنية للقرى وأهلها فمما لا شك فيه أن بيئة الإيمان تعين على الإيمان.

وفي هذا المعنى يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "خير الناس.. أنفعهم للناس".

وفي رواية من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ! أيُّ الناس أحبُّ إلى الله ؟ فقال : أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحبُّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا...) رواه الطبراني في الأوسط والصغير .

يؤكد هذا الحديث الشريف أن من تعدى نفعه للغير، هو من خير الناس و من أحبِّ الناس إلى الله، و هذه منزلة عظيمة جدا، ودرجة عالية رفيعة، ذلك أن محبة الله للعبد شيء عظيم، فإن الله إذا أحب عبداً أحبه أهل السماء و الأرض، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أحب الله العبد، نادى جبريل، إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض ) متفق عليه.

وأفاد الحديث أيضا، أن مِن أحبِّ الأعمال إلى الله، سرور تدخله على مسلم، وهذا يختلف باختلاف الأحوال والأفراد.

وتوج النبي حديثه بقول : (ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحبُّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا) : في هذا إشارة إلى أن المشي في حاجة المسلمين، و تقديم النفع لهم، و قضاء حوائجهم، أعظم أجرا للإنسان، لأن النفع المتعدي أفضل من النفع القاصر، كما في الحديث : ( و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) رواه الحاكم وصححه.

فالأصل في المسلم أنه يسعى لنفع الآخرين، و لا يمنع عنهم نفعه في كل شأن من شؤون دينهم ودنياهم ، و أول ما يدخل في هذا أن يدلهم إلى ما يسعدهم في الآخرة، بأن يعرفوا دينهم، و يلتزموا به، كما حدث لأبي ذر رضي الله عنه حين قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة، و كان مما قال له : ( فهل أنت مبلغ عني قومك ؟ عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم ...) رواه مسلم ، فكانت التربية الأولى للنبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام التربية على الدعوة ، والحرص على تعدي النفع إلى الآخرين.


الكلمات المفتاحية

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا القول الثابت والعمل الصالح خير الناس.. أنفعهم للناس الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled وازن الشرع الإسلامي بين القول الثابت والسديد وبين العمل الصالح، لتكتمل بهما حياة الإنسان ويستقر له ما ينفعه، بحيث لا يكفي القول الصالح لكي تكون مؤمنا