عن أبي بكرة ، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال : «إن أعجل الطاعة ثوابًا صلة الرحم ، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة ، فتنمو أموالهم ، ويكثر عددهم إذا تواصلوا ، وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون »، لو تدبرنا هذا الحديث لرأيناه أعجب الأحاديث على الإطلاق.. فكيف بأناس يصفهم النبي عليه الصلاة والسلام، بأنهم فجرة، ومع ذلك يزيد رزقهم، فقط لأنه يصلون رحمهم.. تخيل عزيزي المسلم.. بصلة الرحم يزداد رزقك، ومع ذلك ترى كثير من المسلمين يصلي ويصوم ويتصدق، ويقاطع أبيه أو أمه أو أشقائه، وإن تحدثت معه في الأمر جادلك بأنه على حق.. فأي حق هذا الذي يعطي المسلم مبررًا لمقاطعة أهله؟!

البر بالبر

عزيزي المسلم، لابد أن تعي جيدًا أن هناك قاعدة ثابتة في الدين تقول: البر بالبر، أي أنك إذا بررت أهلك وودتهم، فإن الله يبرك، ويزيد في رزقك، فهي علاقة متسقة ومترابطة دائمًا ولا تتغير أبدًا، وما ذلك إلا لأن البر اسم جامع للخير، ويأتي بمعنى الإحسان إلى الوالدين والأقربين، كما يأتي بمعنى صلة الرحم، ومن أوجب البر الإحسان إلى الأقرب فالأقرب، وليس أقرب من الوالدين، وقد أمرنا بالإحسان إليهما، وبمصاحبتهما بالمعروف، وبشكرهما، وبالصبر عليهما.

جاء في الحديث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يوصيكم بأمهاتكم-ثلاثا- إن الله تعالى يوصيكم بآبائكم-مرتين- إن الله تعالى يوصيكم بالأقرب فالأقرب»، وبالتالي فإن الهالك هو من أدرك والديه ولم يبرهما، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذل والهوان على من فاتته فرصة البر بوالديه فقال: «رغم أنفه. ثم رغم أنفه . ثم رغم أنفه ... من أدرك والديه عند الكبر: أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة ».

اقرأ أيضا:

الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين

صلة الرحم

لكن كثيرًا ربما لا يعي معنى صلة الرحم، وكيف تكون؟.. فكل من تربطك بهم صلة قرابة عن طريق النسب يعتبرون من الأرحام الذين تطلب صلتهم شرعًا، سواء ‏كانوا من الدرجة الأولى فما بعدها، ولذلك جاءت السنة بتعلم الأنساب، ففي مسند أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر»،

 والله تعالى يصل واصل الرحم ويقطع قاطعها كما صح عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله».