بات من الأمور المتكررة الآن في الشوارع، أن تجد أحدهم يركب سيارة، ويطلق "الكلاكس" لأعلى ما يكون، وإذا نظرت إليه تراه يبتسم كأنه يفعل أمرًا يفرح الناس، ألم يدري هؤلاء أنهم بهذه الطريقة السيئة يؤذون الناس، ألم يدرون أن هناك أناس مرضى هنا أو هناك، ويتأذون كثيرًا من مثل هذه التصرفات؟..
عزيزي قائد السيارة يجب أن تدرك أن رفع الأصوات الصاخبة في الشوارع والطرقات بالسباب والشتم وأصوات السيارات وتجاوز السرعات المقررة في الطرق، وشيوع الأغاني والموسيقى عالية الصوت في البيوت والطرقات، مع عدم المبالاة بحقوق الآخرين، إنما هي من سوء الأدب ومما يحسب عليك أنه أذى للناس، مهما تعللت بأنها حقك وأنك حر، فالعم أنما هي حرية مزعومة ولا تليق، لأن حرية المرء معلوم أنها تنتهي عند حدود حرية الآخرين، وقد قال نبينا الأكرم عليه الصلاة والسلام: «من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم».
اظهار أخبار متعلقة
حق الطريق
بالأساس وضع الإسلام حقوقًا للطريق، يجب على كل سائق أن يعلمها جيدًا، وليس كل سائق وحسب وإنما كل إنسان، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس بالطرقات»، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: «إذ أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه»، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».. انظر للمعنى العظيم لهذا الحديث، ستجد أن هذا قانون أقره نبينا الأعظم عليه الصلاة والسلام، وبالتالي عليك أن تتقنه وتنفذه من فورك دون جدال، فكيف تكون من اتباع هذا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وتسير رافع صوتك أو لا تترك امرأة إلا ونظرت لها، أو لا تمنع أذاك عن الناس.. وفي النهاية تحسب على المسلمين.. كيف ذلك؟.
خير أمة
كيف نكون خير أمة كما وصفنا الله عز وجل: «كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ» (آل عمران:110).، ومع ذلك نقع فيما لا يقع فيه غير المسلمين، نؤذي الناس في الطرقات بشكل متكرر حتى أصبح عادة اعتادها الناس، بل ترى أحيانًا من يلفت انتباه أحدهم على حسن إدارة الطريق واحترامه، كأنه يفعل المحرمات، وكأنه يقول عكس ما يقوله الإسلام.. كيف أصبحنا هكذا، ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال عن أفضل الأعمال، حينما سأله سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: «تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك».