مرحبًا بك يا عزيزتي..
رحم الله أخاك وأدخله فسيح جناته، وربط على قلبك، وألهمك الصبر والسلوان، فمشاعر الفقد هي من أشد الآلام التي تصيب أي شخص، خاصة في ظل ملابسات الإصابة بهذا الوباء.
عام من الحزن، وارتداء السواد، مدة طويلة جدًا يا عزيزتي، فسنة الله في كونه أن تبقى الحياة ويرحل عنها الناس إلى حياة أخرى، هي حياة البرزخ، ومن الطبيعي أن تشعري بالحزن، والألم، ومن حقك التعبير عن هذه المشاعر وعدم دفنها، ولا إنكارها أو التشويش عليها، ولكننا بشر نعيش أحوالًا كثيرة ومتنوعة، ومواقف وأحداث تثير مشاعر أخرى كثيرة على العكس من الحزن، فهناك الفرح، كما أن هناك الكره وهناك الحب وهكذا.
والمطلوب منا دائمًا حتى تستقيم الحياة، وتصح حالتنا النفسية ألا نغرق في مشاعرنا إذا غلبتنا، وإنما نعبر عنها ثم نتجاوزها، لذا لابد أن تفعلي ما يعينك على هذا بدون شعور بالذنب، أو الخيانة وعدم الوفاء لأخيك، فهذا كله غير صحيح.
افعلي كل ما يعينك على تجاوز الألم، لأنه واجبك تجاه نفسك، وذلك بخلع السواد في ملابسك، والابتعاد عن صور أخيك القريبة منك سواء كانت معلقة على الحائط أو على شاشة الموبايل، وهكذا، لابد أن تبتعدي عن كل ما يثير حزنك ويدفعك للغرق فيه، فالغرق هكذا لن يعيده إليك، وهو ليس دليلًا على وفائك وعدم نسيانك له، نهائيًا، فذكرياتك معه باقية، ورابطتك به أيضًا باقية، ويمكنك التواصل معه بارسال هدية له تسعده، كالصدقة، مثلًا، عنه، وبذا تكونين قد فعلت ما يدل على وفائك له بشكل حقيقي، وسوي.
عزيزتي، لن تستطيعي فعل هذا إلا باتخاذ القرار بضرورة أن تستمر حياتك، وأن تفعلي ما يسعدك ويسعد أخيك، وتعودين لممارسة أنشطتك، ومهامك، والتفاعل مع الاحداث والمواقف، والتعبيرعن مشاعر أخرى غير الحزن وفقط، هكذا تعودين انسانًا سويًا كما خلقه الله.
وأخيرًا، تذكري أن سنة الله في كونه أن تبقى الحياة ويرحل عنها الناس، وما دمت لا زلت باقية في الحياة، عيشيها!
الحياة منحة من الله فاقبليها، وعيشيها، ففي هذا رضاه سبحانه، وافعلي فيها ما يسعدك ويسعد أخاك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟