بينما يغيب عن كثير منا الآن للأسف بعض السنن العظيمة عن رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك الاعتكاف، بات من اللائق البحث في السنة النبوية المطهرة عن بدائل، ربما تحسب لنا بقدر ما يوازي الاعتكاف أو سننه، خصوصًا أن شهر رمضان انتهى، ولم يستطع أحد الاعتكاف في جميع بلدان المسلمين نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد.
لكن أليس هناك من بديل؟.. بالتأكيد هناك البديل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ! أيُّ الناس أحب إلى الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرًا».
منزلة عظيمة
انظر لهذه المنزلة العظيمة، أن تساعد الناس، يعادل الاعتكاف في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم شهرًا، فأي شيء أعظم من ذلك؟.. بالتأكيد لا يوجد.. لكن من منا سعى ليخفف عن الناس آلام الوباء العظيم الذين يعيشونه حاليًا؟.. مؤكد لا أحد أو ربما القليل.
لكن الغالبية العظمى مازالت بعيدة، على الرغم من أن نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم هو من حث على ذلك، بل وسواه بسنة الاعتكاف شهرًا كاملا، وليس في أي مكان، وإنما في مسجده هو.
حب الله
لاشك أن من يجعل في يومه بعض الوقت لمساعدة الناس، إنما هو ممن اختارهم الله عز وجل لذلك، وهو أمر لاشك عظيم، كما روى أبوهريرة رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أحب الله العبد، نادى جبريل، إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض».
فالأصل في المسلم أنه يسعى لنفع الآخرين، و لا يمنع عنهم نفعه في كل شأن من شؤون دينهم ودنياهم ، و أول ما يدخل في هذا أن يدلهم إلى ما يسعدهم في الآخرة، بأن يعرفوا دينهم، و يلتزموا به، كما حدث لأبي ذر رضي الله عنه حين قدم على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أول مرة، و كان مما قال له : « فهل أنت مبلغ عني قومك ؟ عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم».
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين