لا يقصد بالعلاقات الزوجية السامة أن تكون خالية من الخلافات أو مواجهة الصعوبات، إذ لا توجد علاقة مثالية، وليس هذا هو المطلوب وإلا كنا كمن يطلب المستحيل.
فـ "سمية العلاقات" لا تقتصر على العلاقات العاطفية والزوجية فحسب بل تشمل كل العلاقات، والمقصود بها أن تصبح العلاقة صعبة ومرهقة تستنزف أصحابها، وفي العلاقة الزوجية، تكون لها علامات، أهمها:
أولًا: انعدام الاحترام هو ألف باء علاقة سامة، سواء كانت زوجية أو لا، ففي العلاقة الزوجية السامة ينعدم التقدير والاحترام من الشريكين لبعضهم البعض، ويسود الاحتقار والتقليل من شأن كل منهم للآخر.
ثانيًا: تعمد كل طرف في العلاقة الأخذ والامتناع عن العطاء، فلا عطاء ولا تنازلات، بل أنانية على طول الخط، وشعور عال بالنرجسية في العلاقة، فالزوج أو الزوجة عندما يهتم بالعلاقة فلا لشيء سوى انعاكسها عليه، وارتباطها به وخدمة مصالحه وحده.
ثالثًا: أن تشعر طول الوقت بأنك شريك حياة مستنزف، كأن تكوني زوجة منتهكة جسديًا، ونفسيًا، وعاطفيًا ، بدلاً من الشعوربالسعادة والراحة والإنتاجية.
رابعًا: لا توجد ثقة، بل شك دائم بين الشريكين، يؤكد أن هذه علاقة زوجية سامة بامتياز.
خامسًا: "الغضب" هو سيد كل المواقف في هذه البيوت والحيوات الزوجية، ومن ثم تنتشر الأجواء المعادية والطاقة السلبية داخل البيت.
اقرأ أيضا:
لا أتخيل العلاقة الحميمة في الزواج لذلك أرفض الارتباط.. ما الحل؟سادسًا: عدم التجانس، لا يمكن أن تنجح علاقة زوجية من جانب واحد، وكي تسير بسلاسة فلا بد أن يكون كلا الطرفين مكملًا للآخر.
لاشك أن البقاء مستسلمًا في علاقة سامة يعني البقاء في الجحيم، وأنه لابد من التفكير وإعادة التقييم للحياة مع الشريك للتعامل بشكل صحي في حالة اختيار البقاء في العلاقة أو إنهاءها بالطلاق.
وفيما يلي عددًا من النصائح والاستراتيجيات التي من الممكن أن تساعدك في حال اخترت البقاء مع شريكك في العلاقة :
أولًا: من المهم النظر لظروفك ووضعك الاجتماعي وحالتك النفسية، فهذه الاعتبارات فاصلة، لذا أعيدي حساباتك مرة أخرى وفقها للوصول إلى حلول تناسبك وحدك.
ثانيًا: "القبول لا يعني الموافقة والاستسلام"، مبدأ نفسي شهير وجيد من أجل العيش في سلام مع النفس، فـ "القبول"، لأمر لا ترغبينه، ولكنه واقع، وهنا عليك قبول أنك في علاقة زوجية سامة، إلا أنك لن تستسلمي لهذه الحياة التعسة، بل ستقبلين هذه الحياة على صعوبتها، وفي الوقت نفسه لن تغرقي في بؤسها، بل ستقبلينها كحقيقة مع السعي لما يسعدك، والتركيز على الايجابيات المتوفرة ، والمضي في التغيير للأحسن، والانشغال بهذا كله، لتحجيم الجزء السيء قدر المستطاع.
ثالثًا: تذكري أنك وحدك من يستطيع تقييم العلاقة، وتحديد ما إذا كنت وصلت إلى "حد استحالة العشرة"، أم أنها لم تصل إلى هذا الحد ومن الممكن تجربة فرص أخرى والتفكير في حلول لإصلاح العلاقة، وتوافر رغبة حقيقية من الطرفين في ذلك.
رابعًا: احرصي على تهدئة نفسك، وإسعادها، والتعامل الصحي مع غضبك بسبب هذه العلاقة السامة، فهناك تمارين كثيرة يمكنك مطالعتها والتدرب عليها عبر الانترنت للتنفس بعمق، والتأمل، كاستراتيجيات للتعامل مع الغضب بما لا يضرك ولا يضر العلاقة.
خامسًا: أنت مسئولة عن مشاعرك فقط، ولست مسئولة عن مشاعر شريكك، لذا لا تجعلي سوء مشاعره وتصرفاته تشغلك، أو تشعرك بالذنب، أو عدم التقدير والتقليل من نفسك، تعاملي مع هذه المنغصات بذكاء وحكمة.
اقرأ أيضا:
لا تستطيع تجاوز حالتها النفسية منذ وفاة أمها من شهور.. حياتى أصبحت جحيمااقرأ أيضا:
تشعر بخيبة أمل وأنها بلا قيمة.. كيف تجدد حياتك وتعالج عيوبك؟