الأخذ بالأسباب دليل على حسن التوكل على الله، أما النتيجة فموكولة إلى تدبير الله، كالمريض يأخذ الدواء والشفاء من الله.
حوار بين نبي وطائر :
روي أن نبيا من الأنبياء عليهم الصلاة السلام مرّ بفخ منصوب وإذا بطائر قريب منه.
فقال له الطائر: يا نبي الله: هل رأيت أقل عقلا ممن نصب هذا الفخ ليصيدني به وأنا أنظر إليه؟
قال: فذهب عنه ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع وإذا بالطائر في الفخ، فقال له: عجبا لك ألست القائل كذا وكذا؟
فقال: يا نبي الله إذا جاء الحين لم يبق أذن ولا عين.
اقرأ أيضا:
سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور اللهحكايات عجيبة عن القدر:
1-حكى الطرطوشي في كتابه «سراج الملوك» قال: من عجيب ما اتفق بالإسكندرية أن رجلا من خدم نائب الإسكندرية غاب عن خدمته أياما، ففي بعض الأيام قبض عليه صاحب الشرطة وحمله إلى دار النائب فانفلت في بعض الطرق وترامى في بئر والمدينة إذ ذاك مسردبة بسرداب يمشي الماشي فيه قائما.
فما زال الرجل يمشي إلى أن لاحت له بئر مضيئة، فطلع منها فإذا البئر في دار النائب، فلما طلع أمسكه النائب وأدبه، فكان فيه المثل السائر: الفار من القضاء الغالب كالمتقلب في يد الطالب".
2- ولما قدم موسى بن نصير بعد فتح الأندلس على سليمان بن عبد الملك قال له يزيد بن المهلب: أنت أدهى الناس وأعلمهم، فكيف طرحت نفسك في يد سليمان؟
فقال: إن الهدهد ينظر إلى الماء في الأرض على ألف قامة، ويبصر القريب منه والبعيد على بعد في التخوم، ثم ينصب له الصبي الفخ بالدودة أو الحبة فلا يبصره حتى يقع فيه.
3- ولما قتل كسرى بزرجمهر وجد في منطقته كتاب فيه: إذا كان القضاء حقا فالحرص باطل.. وإذا كان الغدر في الناس طبعا فالثقة بكل أحد عجز.. وإذا كان الموت بكل أحد نازلا فالطمأنينة إلى الدنيا حمق.
4- وقال ابن عباس وجعفر بن محمد رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: وكان تحته كنز لهما: إنما كان الكنز لوحا من ذهب مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن.. وعجبت لمن يوقن بالرزق كيف ينصب.. وعجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح.. وعجبت لمن يوقن بالحساب كيف يغفل، ..لمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.
5- ويروى أن رجلا قال لبزرجمهر: تعال نتناظر في القدر، قال: وما تصنع بالمناظرة؟ قال: رأيت شيئا ظاهرا استدللت به على الباطن، رأيت جاهلا مبرورا وعالما محروما، فعلمت أن التدبير ليس للعباد.