من الأمور الصعبة على النساء، أن يرين الكثير من الرجال وهم يعتكفون في المسجد، أواخر كل شهر رمضان المعظم، أما النساء فأوقاتهن تضيع بين تجهيز الطعام، وإعداد العزومات، وبالتأكيد إعداد كعك العيد، ما يجعل الأيام الأواخر من رمضان تضيع فيما لا يفيد، لأن رمضان شهر العبادات بالأساس، وليس للأكل والطعام، كما يتصور الناس حاليًا للأسف.. لكن وسط كل هذه الدوامة كيف الحل، وكيف يوفقن النساء بين عمل الكعك والطعام وخلافه، وبين استغلال أيام رمضان فيما يفيد، أي في الصلاة والصدقات وما يقرب من الله عز وجل؟..
غرفة العبادة
يروى أن النساء منذ السلف الصالح، كن يجهزن غرفة أو مكانًا في جانب المنزل، للعبادة طوال الشهر الفضيل، وخصوصًا في أواخره، وذلك تأكيدًا لقوله تعالى: «وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ»، أي أنه لا ضرر على جعل مكان من البيت للصلاة، خصوصًا للنساء، لأنه من الأولى للمرأة والأفضل لها أن تصلي في بيتها، أو محل إقامتها، حيث لا يراها أحد، لقوله صلى الله عليه وسلم: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها».
وفي مسند الإمام أحمد أن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، قال: «قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي».
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهااعتكاف النساء
لمن يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء من الاعتكاف، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على الاعتكاف هو وأصحابه، واعتكف نساؤه أمهات المؤمنين من بعده، لكن للأسف مع مخاوف كورونا ومنع الاعتكاف في المساجد، بات الاعتكاف للجميع رجال ونساء صعبًا، لكن وما يضر إذا اتخذت المرأة من بيتها كأنه مقرًا للاعتكاف، تستطيع أن تؤدي أعمال منزلها، بما فيها كعك العيد، وتقيم الليل وتصوم نهارها، وتخرج الزكاة والصدقات، وأيضًا الدور الأهم، هو دفع أسرتها للصلاة والصدقة والزكاة، فإن أقدمت على المرأة على هذا الدور كفاها أمام الله.