في وقت الشدة يشغلك جدًا من سأل ومن لم يسأل، ومن وقف بجانبك ومن لم يقف .. برغم أنها مواقف من الممكن أن تؤثر فيك .. لكن أنت حينها (في إيه ولا في إيه )؟!..
الابتلاءات تحدث لنا للتنقية .. لمعرفة الدنيا .. للجوء إلى الله وقدراته .. فإياك أن تفوت هذه اللحظات وتنشغل بالبشر !.. تخيل حتى تعرف كيف تحكم عليهم بأنهم (أندال) ولم يقفوا بجانبك وأنت في هذه الحالة .. ستعرف حينها أن تحكم بشكل صحيح على الأمر ؟
ستحكم بمنتهى السطحية .. من جاء ورأيته واتصل فهو تمام جدًا.. ومن لم يفعل ذلك .. فهو لاشك (ندل وميستاهلش )!.. فلا تستطيع أن تدرك التماس أعذار ولا تستطيع أن تقيم الناس بشكل صحيح أبداً .. وتنسى أن من لم يأت ربما يدعو لك، وربما من جاءك، كان حتى يريح باله لا أكثر من ذلك.
الحقيقة المرة
الحقيقة المرة التي يجب أن تقف أمامها قليلا، هو التفكير حول: ( يأتوا أو لا يأتوا.. كانوا بجانبك أم لا)، في النهاية يجب أن تعلم يقينًا أن هؤلاء وهؤلاء مجرد جنود ورزق من الله عز وجل .. فلو كان رزقك السند من شخص ما بعينه ولم تجده بجانبك ، ستعتبر حينها أن ما فعله قد يكون تقصير منه .. أو عنده عذر .. وحتى لو لم يكن لديه أي عذر.. إياك أن تشغل بالك.. فقط اهتم بابتلائك .. ليس الابتلاء فيه، وإنما بلاءك الحقيقي سواء كان المرض أو غيره.. وحاول أن تخرج من الأمر بالدروس والعبر.. فهذه هي الحكمة من أي بلاء مهما كان.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟حصن نفسك
لكن عزيزي المسلم، بينما أنت كذلك، حاول أن يشغلك كيفية تحصين نفسك.. تحصين نفسك من أي وجع مهما كان، ومن أي تأثير آخر سوى محاولة مواجهة بلاءك مهما كان، فأنت كل الذي عليك هو أن تحصن نفسك وتحافظ على قلبك مع تكرار مثل هذه المواقف .. واعلم أن هذا التصرف هو بداية الطريق لأن تواجه الإساءة بإحسان.. لأن هذا التغيير لا يحدث ببساطة أو يسر، وإنما يحتاج لمواقف وتجارب عديدة تعلمك كيفية الصبر، وكيف تواجه.. فليس في يوم وليلة ستتعلم كيف تعفو أو تصبر أو تتغافل، أو كيف تتعلم الحكمة في التعاملات مع البشر ..
استفيد من الإبتلاء بكل نواحيه وجوانبه التي ترتبت عليه .. لكن لابد أن تخرج منه أقوى .. وإلا ستظل في نفس الدائرة ويتكرر ثاني وثالث حتى تتعلم بالفعل.. لكن وأنت وحدك دون سند، بدلا من أن تشغل نفسك بهم.. تذكر هذه الآية واملأ بها قلبك: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ).. لو فهمتها جيدًا ستعرف كيف تتصرف في ستى المواقف المختلفة، وكيف تواجه خذلان الناس.. بالتأكيد بالقرب إلى الله الذي لا يخذل عبده أبدًا.