مع دخول العشر الأواخر من رمضان، حري بنا معشر النساء أن نستيقظ فقد كان صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأيام يوقظ أهله، إذ لا يجب أن تتراخى امرأة أو فتاة أو تتكاسل في رمضان، خاصة في العشر الأواخر في العبادة والطاعات.
ولعل أشهر ما عرف من سيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن في رمضان التصدق، فكانت أمنا زينب بنت جحش – رضي الله عنها- من أكثرهن تصدقًا، فقد كانت تجيد دبغ الجلود وصناعة بعض الأشياء، وتتصدق بثمنها على الفقراء خاصة في رمضان، كما اشتهرت عائشة – رضي الله عنها- بكثرة الصدقة، وهو أمر مشتهر في جميع أمهات المؤمنين.
إلا أن حال أمهات المؤمنين في رمضان لم يكن قاصرًا بالتأكيد على التصدق، والصوم، فرمضان هو شهر "الإكثار" من العبادة، والقرب من الله، لذا كن رضوان الله عليهن يكثرن من الطاعات والعبادات، ولنا فيهن أسوة حسنة.
لم تكن أمهاتنا، أمهات المؤمنين، ينشغلن كما ننشغل في عصرنا الحالي بالولائم، والعزومات، وإعداد الطعام بكثرة، بل على العكس تمامًا، فالوقت الأكبر والطاقة الأعلى موجه للعبادة، وتصفية الذهن وتخلية الروح، حتى تتحقق الحكمة والهدف من الصوم، ورمضان.
أمهات المؤمنين والتراويح
أولت أمهاتنا ، أمهات المؤمنين لصلاة التراويح وقيام الليل، عناية خاصة، فقد كن يتحركن وسط النساء بالدعوة والوعظ والعمل الصالح، ويعلمن النساء الصلاة في رمضان تطوعًا، فضلا عن محافظتهن – رضي الله عنهن- على الصلاة المفروضة في أول أوقاتها، حتى يكن قدوة للمؤمنات، بل كن يصلين بالنساء أحيانًا في صلاة التطوع ليلًا، ففي الآثار لأبي يوسف عن عائشة رضي الله عنها “أنها كانت تؤم النساء في رمضان تطوعًا، وتقوم في وسط الصف”، وكن أحيانا يجعلن عبيدهن يؤمهن بالصلاة، كما كانت تفعل عائشة – رضي الله عنها- فقد أخرج البخاري أن عائشة – رضي الله عنها كان يؤمها عبدها ذكوان من المصحف، وذلك لأنه لم يكن يحفظ القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع نساءه وبناته فيصلي بهن صلاة الليل.
أمهات المؤمنين والقرآن
كن ينشغلن رضوان الله عليهن بكثرة الذكر، وقراءة القرآن، فشهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، فكن يختمنه أكثر من مرة في الشهر، ويجتهدن في القراءة ما لا يجتهدن في غير رمضان.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟أمهات المؤمنين والدعاء
كانت أمهاتنا، أمهات المؤمنين يجتهدن في الدعاء في رمضان بقدر لا يجتهدن به في سائر أيام العام، فكن يخصصن رمضان بدعوات خاصة عند الإفطار، وفي الصلوات، خاصة في العشر الأواخر وتحري ليلة القدر.
أمهات المؤمنين ونشر العلم
فمما يحفظ عن أمهات المؤمنين أنهن كن ينشرن علم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين، والمؤمنات، خاصة في رمضان، وما يتعلق به من أحكام، فروين عنه كثيرًا من أحكام الصيام، ونقلنها للناس.
أمهات المؤمنين والاعتكاف
فقد اعتكفت أمهاتنا، أمهات المؤمنين في رمضان، حيث التفرغ للعبادة من صلاة وذكر وتلاوة وغير ذلك، والعزلة عن الناس، في مكان خاص، وأشهرهن السيدة حفصة، وزينب بنت جحش، إذ يستحب الاكثار من نوافل العبادات، وشغل النفس بالصلاة وتلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والدعاء وغيرها من العبادات التي تقرب العبد من ربه عز وجل.
اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأة