أو تدري عزيزي المسلم، أن السر الحقيقي في الصلاة أنها لا تغير العالم ، فالصلاة تغيرنا نحن .. ونحن بالتبعية نغير العالم، ومع ليالي رمضان الجميلة، والتي تتسم بصلاتي التراويح والتهجد، يتذوق المسلم طعمًا مختلفًا يحمل معاني لا مثيل لها، هذه المعاني لا يمكن نسيانها أبدًا، بل يعيش عليها بقية عمرها يتذكرها لحظة بلحظة، ولما لا وهي أفضل الأعمال بعد الشهادتين، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها قال: قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله».. وهو الأمر الذي أكده المولى عز وجل في قوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا » (النساء: 103).
لا مكان للكسالى
في رمضان لا مكان للكسالى، وليس هناك أعظم في هذا الشهر الفضيل من إتيان الصلاة على وقتها، بينما الناصحون والنابهون، والحريصون على استغلال هذا الشهر العظيم، يزيدون من فرص الصلاة المكتوبة بالنوافل، وليس كأي نوافل باقي العام، فهي تعني المحافظة على صلاة التراويح في وقتها وكل ليلة، وأيضًا ادخار صلاة التهجد في المنزل مع الأسرة، وسؤال المولى عز وجل كل ما يريد من صلاح الدنيا والآخرة.
إذن عزيزي المسلم، إذا أتى عليك شهر رمضان لا تترك صلاة إلا أديتها في المسجد، فلا تصلها في بيتك إلا لعذر شديد، ولتجعل من رمضان صلة ووثاقًا وجسرًا تتحصن به، مؤديًا لصلاتك، فلا تفرط فيها ما دمت تتنفس وتحيا، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: «وقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، ولقد كان الرجل يؤتى به إلى الصلاة يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف».
اقرأ أيضا:
أصناف الناس.. الجيد والأفضل وصاحب السعادةكفارات
أيضًا رمضان شهر الفرص، وهي فرص لا نهاية لها، من صوم إلى صلاة إلى صدقات إلى معاملات طيبة مع الناس، إلى صلة الرحم، إلى التصالح بين المتخاصمين، فكأنه شهر يغتسل فيه المسلم من كل ذنوبه طوال العام، فعن سيدنا جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ جارٍ غمْرٍ على باب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات».. فإياك عزيزي المسلم أن تضيع رمضان في مشاهدة المسلسلات والأفلام، ثم ترى الشهر مر سريعًا دون أن تشعر، فلا أنت استفدت منه، ولا حتى حصلت على ما ترجوه، وحتى إن كنت مريضًا فأنت تستطيع الصلاة في المنزل، وإن كنت مقعدًا وطريح الفراش تستطيع أن تؤدي صلاتك وأنت جالس، قال صلى الله عليه وسلم: «صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب».