من أجمل ما يميز شهر رمضان، هي العزومات، التي تجمع الأسر، وربما يكون أهل وأقارب لم يروا بعضهم، ولم يجتمعوا منذ وقت طويل، وربما لا يجتمعون إلا في رمضان من كل عام فقط.. ومع جريان أيام الشهر الفضيل، هل عزمت أهلك وأقاربك أم لا؟.. أما تدري عزيزي المسلم أن (عزومات رمضان) إنما هي من البر وصلة الرحم، فإن فعلت ذلك من باب البر والصلة وابتغاء ثواب تفطير الصائمين يعتبر من المستحبات، يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
لكن ربما ليس غير المحمود في العزومات هو التوسع غير الضروري، وتقديم ما لذ وطاب بشكل غير لائق ومسرف للغاية، لأن رمضان بالأساس شهر التجمع نعم، وشهر صلة الرحم لاشك.. لكنه ليس بشهر الإسراف على الإطلاق.
إفطار الصائم
إذن عليك عزيزي المسلم، أن يكون نيتك في عزومة أهلك وأقاربك، هي إفطار الصائمين، وأيضًا صلة الرحم مع هذا الشهر الفضيل، لأنها الفعلة الطيبة التي يثاب فاعلها جدًا.. فإذا كان التوسع في صنع أنواع الأطعمة بقصد إفطار الصائمين والتصدق على المحتاجين، فهذا عمل طيب يثاب عليه فاعله إن شاء الله تعالى، لأن المطلوب في هذا الشهر زيادة الإنفاق في وجوه الخير والاتصاف بالجود اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة، حسبما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟أجر عظيم
فإذا كانت النية هي إفطار صائم، فإنما أجرها عند الله عظيمًا جدًا، فقد ثبت الترغيب في الإنفاق والصدقة في هذا الشهر الكريم، لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً».. لكن ليحذر من يفكر في العزومة أن تكون الهدف منها هي المباهاة والتفاخر، أو كان زائداً عن الحاجة بحيث يلقى في القمامة ولا ينتفع به أحد، فهذا داخل في مسمى الإسراف والتبذير المذموم، قال تعالى: «وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا» (الإسراء: 26-27)، كما ورد في صحيح البخاري أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة».