يأتي رمضان ويستقبله المسلمون بالبهجة والفرح، لما فيه من عظيم الأجر والثواب، ولكن يبقى السؤال: هل الصائمون على درجة أو مرتبة واحدة في أداء الفريضة؟
الجواب:
الصائمون على طبقتين:
1-من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى يرجو عنده عوض ذلك، في الجنة فهذا قد تاجر مع الله وعامله والله تعالى قال: {لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [الكهف: 30].
والله تعالى لا يخيب معه من عامله بل يربح عليه أعظم الربح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا أتاك الله خيرا منه".
فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من طعام وشراب ونساء قال الله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة:24].
قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين، وقال أحد العلماء : بلغنا أن الله تعالى يقول لأوليائه يوم القيامة: يا أوليائي طالما نظرت إليكم في الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الأشربة وغارت أعينكم وجفت بطونكم كونوا اليوم في نعيمكم وتعاطوا الكأس فيما بينكم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة:24].
وقال الحسن: تقول الحوراء لولي الله وهو متكىء معها على نهر العسل تعاطيه الكأس: إن الله نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين وأنت في ظمأها حرة من جهد العطش فباهى بك الملائكة وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي اشهدوا إني قد غفرت له فغفر لك يومئذ وزوجنيك.
2- الطبقة الثانية من الصائمين:
من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته.
فالعارفون لا يسليهم عن رؤية مولاهم قصر ولا يرويهم دون مشاهدته نهر هممهم أجل من ذلك:
كبرت همة عبد ... طمعت في أن تراك
من يصم عن مفطرات ... فصيامي عمن سواك
فمن صام عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الجنة ومن صام عما سوى الله فعيده يوم لقائه {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ} [العنكبوت: 5] .
اقرأ أيضا:
10 وصايا نبوية تضمن لك الصلاح والاستقامة والسعادة في الدنيا والآخرة