رمضان هو فرصة الأسوياء لتزكية النفس، وفرصة غير الأسوياء أيضًا للتعافي والشفاء، فالإدمان من الممكن أن يهزم في رمضان، سواء كان بسيطًا كإدمان بعض الأطعمة والمشروبات كالشيكولاتة، والقهوة، أو متوسطًا كالتدخين، أو شديدًا كالمخدرات، والإباحية.
فالقوة الروحية في هذا الشهر الكريم ، مع الامتناع عن تناول تلك المواد فترات طويلة، هي فترة الصيام نهارًا، ووجود الإنسان في أجواء العبادة والمساجد لساعات طويلة يعطيه فرصة وأملاً في التعافي من هذه المهلكات.
فالمتعاطى للمواد المخدرة كالحشيش، والأفيون، والهيروين، والكوكايين يعانى من النبذ والرفض الاجتماعى، وذلك ما يجعله أكثر عرضة للانتكاس كلما حاول الإقلاع عن المخدر من نفسه، وفى شهر رمضان تزداد بطبيعة الحال المشاركة الاجتماعية والوجدانية بين الأسر وبعضها وبين المجتمعات وبعضها، وذلك من شأنه أن يثير الدافعية فى نفوس المرضى بالإدمان ويخلق فيهم روح التحدى والمثابرة.
وعن تقديم برنامج علمى للتخلص من الإدمان والتعاطى خلال الشهر، ينصح الاختصاصيون بأن تقوم الأسرة بدور المصحة النفسية فى ظل هذه الأجواء الرمضانية بشرط المتابعة الطبية مع أحد الأطباء النفسيين، بوضع خطة عمل دوائى يساعد المريض فى التخلص من آلامه الجسدية بأقل قدر من المعاناة، و المتابعة مع أحد المعالجين النفسيين لوضع برنامج تأصيلى للمريض داخل المنزل برعاية أسرته، أى أنه سيكون للمريض على الأقل ثلاثة معالجين داخل الأسرة (أب/ أم/ أخ/ أخت) ومعالج رابع (هو المعالج النفسى) والذى يشرف على تنفيذ هذا البرنامج، وبناء عليه يحدد المعالج النفسى البرنامج المقترح لعلاج المدمن داخل أسرته فى شهر رمضان وفقاً للتالي:
- امتلاك الشخص المدمن لرغبة في التعافي وإرادة ذاتية، تجعله يلتزم بعدم الخروج خارج المنزل طيلة شهر رمضان، إلا بصحبة الأسرة وفى أماكن محددة سلفًا مع المعالج النفسى.
يكون الصوم شرطًا أساسيًا، من شروط نجاح برنامج العلاج، وتتم المتابعة العلاجية مع المعالج النفسى مرة أسبوعيًا خلال شهر رمضان، بواقع أربع مرات فى الشهر لتوجيه الأسرة (المعالجين المعاونين) وتصحيح مسار خطة العلاج.
- الحرص على النزول لأقرب المساجد وأداء الصلوات الخمس فى جماعة بصحبة أحد أفراد الأسرة، وليس منفردًا.
- الانخراط فى ممارسة الشعائر الدينية الروحانية مثل قراءة القرآن فى مقرأة جماعية، والتسبيح والاستغفار وغيرها من العبادات.
وبذا يمكن باتحاد العامل الأسري، والمشاركة الاجتماعية والوجدانية بين أفراد الأسرة مع العامل الروحاني داخل حياة الشخص المدمن، وتحفيز طاقته النفسية، أن يخرج المدمن من نهر الادمان الغارق فيه.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها