باب الريان هو أحد أبواب الجنة السبعة وقد خصصه الله تعالي ليدخل منه الصائمون إلي الجنة وقد أطلق عليه الريان كاسم مشتق من الري وهي كلمة مضادة للعطش وتدل تسمية باب من أبواب الجنة بهذا الاسم إلي الفضل العظيم للصوم عموم ولصوم رمضان خصوصا باعتباره من أركان الإسلام .
فيما ارجع بعض الفقهاء وأهل العلم تسمية باب الصائمين بالجنة بالريان إلي كثرة الأنهار الجارية إليه والأثمار الطرية لديه، أو لأن من وصل إليه زال عنه العطش يوم القيامة ويدوم له الطراوة في دار المقامة، وقيل الريان فعلان كثير الري ضد العطش، سمى به لأنه جزاء الصائمين على عطشهم وجوعهم، واكتفى بذكر الري عن الشبع لأنه يدل عليه من حيث إنه يستلزمه وبمثله.
وليس أدل علي فضل الصيام من الحديث النبوي " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ،مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ،وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ،قَالَ: « فَيُشَفَّعَانِ ».
مكانة الصوم وتخصيص باب الريان لدخول الصائمين الجنة جاء واضحا في الحديث الذي رواه سَهْل بن سعدٍ - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: "للصَّائمين بابٌ في الجنَّة، يُقال له الرَّيَّان، لا يدخل فيه أحدٌ غيرهم، فإذا دخل آخِرهم أُغْلِقَ. مَنْ دخل فيه شرب، ومَنْ شرب لم يظمأ أبدًا"؛ رواه النَّسائيُّ، وصحَّحه الألْبَانِيُّ
ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًايُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَيَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَد
كذلك من فضل الصيام أن الله -سبحانه وتعالي –قد خصّص باب الريان لعباده الصائمين دون غيرهم، والمقصود من الصائمين ليس الذين يصومون ما فرضه الله عليهم من الصيام فقط؛ لأنّ كلّ المسلمين من أهل صوم رمضان، ولكن الذين خصّهم الله -تعالى- بالدخول من باب الريان هم الذين يُكثرون من صيام النوافل، ويُتبعون صيام الفريضة بالنافلة،
ومن شروط الحصول علي ثواب الصوم ودخول الجنة من باب الريان أن يكون الصيام طاهرا مقترنا بالصيام والقيام والابتعاد عن الموبقات وصلة الأرحام وبر الوالدين وهي شروط لقبول الصوم من الله ودخول الجنة من باب الصائمين المسمي الريان
ويقصد الصائمون الذين يحافظون على الصوم صوم الفريضة رمضان، وهكذا ما أوجب الله عليهم من صوم الكفارات والنذور، هؤلاء لهم باب؛ باب الريان، يدخلون معه فإذا دخلوا أغلق، وإذا كانوا عندهم أعمال أخرى يدعون من أبواب كثيرة، لكن يدخلون من هذا الباب باب الصيام، والمؤمن الذي يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويتقي الله يدعى من الأبواب كلها، لكن هذا الباب ما يدخل معه إلا الصائمون الذين حافظوا على أداء الصوم الواجب، نعم.
اقرأ أيضا:
وإن سألوك عن السعادة؟.. قل هذا مفتاحهاشمن الشروط التي يجب ان يلتزمها الصائم لدخول الجنة من باب الريان أن يكون الصوم خالصا لوجه الله دون رياء، كما هو الحال مع العبادات الأخرى، لذلك فإنها لله تعالى وحده، إذ يحقق المسلم عندما يصوم أنواع الصبر الثلاثة؛ وهي الصبر عن المعصية إذ أنّ الصيام يمنع من فعل المعاصي، والصبر على الطاعة، وهي طاعة الصوم الذي يؤديه خلال النهار، والصبر على أقدار الله عز وجل،
ولا يغيب عنا في هذا السياق أن السعي لدخول الجنة من باب الريان يفرض علي المؤمنين استغلال الأيام التي يفضل فيها الصيام في غير رمضان ، فالأيام البيض ، والاثنين والخميس ، وغيرها من الأيام التي يفضل فيها الصيام غنيمة باردة لنا لكي نكون من أهل الصيام و ندخل من باب الريان .