شهر رمضان الكريم يأتي دائمًا بكل الخير لما به من نفحات وعطايا ربّانية عظيمة. فنجد أن في أمر الله تعالي لنا بالصيام عن الطعام والشراب وكل ما هو محرّمٌ من قول أو عمل، تربية ربانية كريمة يغشاها الهدف بتنمية مهارة التهذيب والتأديب النفسي.
توضح مروة عبد الحميد خبيرة العلاقات الأسرية والتربوية أن بعض الناس يجد صعوبة في تنفيذ وتحقيق هذه المهارة فيصبرون قليلاً ويتذمّرون كثيراً، خاصةً وأن الصيام يمنعهم عن عادات أدمنوها طوال العام كشرب المنبهات أو التدخين وهكذا. ولهذا نجد أن كثير من الزوجات تشكو صعوبة التعامل مع الأزواج أثناء الصيام فتختفي فرحتنا بشهر رمضان ويحلّ محلها الشعور بالتوتر والضجر.
رمضان فرصة لتهذيب النفس:
وتضيف: علينا أولاً أن نتذكر أن شهر رمضان لم يأت ليحرمنا من الطعام، ولكن ليحررنا من عادات غير صحية أدمنّاها بدون وعي علي مدار العام. فعلى سبيل المثال، العصبية والنميمة وإضاعة الوقت يعتبروا إدمان سلوكي، وكذلك التدخين وشرب المنبّهات بكثرة وتناول الطعام. وتلك العادات علينا أن نتخلّص منها لأنها غير صحية وتضر صاحبها. فيمنّ الله سبحانه وتعالى علينا في كل عام فرصة ذهبية للتحرر من أي شيء يعيق نجاحنا في الدنيا والآخرة. وكأن الصيام يُجري لنا عملية صيانة ذهنية ونفسية تقوّينا وتصحح حياتنا.
خطوات لمعالجة التوتر في رمضان:
وتوجه "عبد الحميد" نصائحها لمن تتمكّن منه العصبية في رمضان وتحثّه على الصبر والاستعانة بالله تعالى وأن يذهب إلى الله تعالى داعيًا بأن يحرر قلبه من أي تعلّق غير نافع وغير مفيد وأن يُلزم نفسه باحترام من حوله وألا يتعصّب علي أقرب المحيطين به حتي لا يؤذيهم نفسيّاً ويحمّلهم ضغوطاً نفسية هم في غني عنها. وأوجه نصيحتي للأخت السائلة بأن تستشعر ما يمر به زوجها أثناء الصيام وتجعله يرى منها تفهّمًا واحترامًا وتقديرًا. وكذلك أنصح بعدم التوغل في جدالات غير مُجدية وأن تعطي له مساحة كافية حتى يهدأ وأن تمتنع تمامًا عن انتقاده والتعليق المستمر على تصرفاته الغير مرضية بالنسبة لها. وإنما عليها الصبر حتى يهدأ ثم تذهب لتحدثه بهدود وتذكّره بأهمية الود والتفاهم في التعامل فيما بينهم.