رمضان شهر الجنة لاشك.. لذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم، يبدأون الاستعداد لرمضان فور الانتهاء منه للعام المقبل، ويتمنون أن يمد الله في أعمارهم حتى يعيشوه أعوامًا وأعوام، فهو شهر التقوى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » (البقرة: 183)، والتقوى هي أقصر الطرق إلى الجنة، قال تعالى: «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا » (مريم: 63)، إذن هنا الرابط الحقيقي، تصوم وتتقي الله عز وجل، تنل أعلى الدرجات، وهي الجنة، وهل هناك أفضل من ذلك؟.. بالتأكيد لا.
الشوق للجنة
إذن في رمضان عزيزي المسلم، تشوق إلى الجنة، ولم لا، وكل الطرق التي تؤدي إليها أمام عينيك، وبين يديك، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، ويقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (السجدة: 17)، انظر للهدف المنشود، وتمنى، وكيف لا تتمنى وأنت صائم.. إذن متى تتمنى إن لم تفعل ذلك وأنت في أفضل وأعظم الشهور أجرًا عند الله عز وجل؟!..
إذن عزيزي المسلم، اشتاق للجنة وأنت في نهار رمضان صائمً، اشتاق إلى الجنة وأنت صائمًا وتقرأ القرآن، اشتاق إلى الجنة وأنت تقيم الليل، سواء في صلاة التراويح أو في التهجد.. اشتاق إلى الجنة وأنت تزيد في الصدقة، اشتاق إلى الجنة وأنت تصل رحمك، اشتاق إلى الجنة وأنت تصالح خصمك.. اشتاق إلى الجنة وأنت تؤمن بالله وباليوم الآخر.
اقرأ أيضا:
وإن سألوك عن السعادة؟.. قل هذا مفتاحهااغرس عمل الجنة بيدك
عزيزي المسلم، اغرس عمل الجنة بيدك، افعل كل الخيرات، ولا تتأخر عن واحدة أبدًا مهما كانت الظروف، تصدق كما لو لم تخش الفقر، فهكذا كان رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم في رمضان، كان أجود من الريح المرسلة في رمضان، واسأل الله أن يمنحك الجنة، ولا لا وهو الذي يعد بأنه سيستجيب لكل صائم.. قال تعالى: «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ » (محمد: 15)، كل هذه النعم ومازلت متردد؟.. عبجًا لك عزيزي المسلم، يمنحك الله عز وجل جوهرة مجانًا بين يديك، ولا تعرف قيمتها إلا بعد فوات الأوان!.