عزيزي المسلم، إن التوهان الذي تمر به .. وكمية (اللخبطة) التي في حياتك والتي ظاهرها (مفيش حاجه بتمشي ).. وكلما شعرت بأنك وصلت لشيء ما، ترى نفسك في بداية الطريق ولم تصل لشيء، وكلما شعرت بأن الأمور ستضبط يومًا ما، ترى أن الأمور لم تتغير، اعلم أنك ستظل في هذه الدائرة المغلقة كثيرًا حتى تدرك معنى قوله تعالى: (وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَّاذَا تَكسِبُ غَدًا ).. (غداً ) هذه حقيقة ليست ملكك على الإطلاق !
لكن ترى نفسك من الصعب ألا تفكر في الغد والمستقبل، أكيد صعب .. لكن الأمر بحاجة إلى تدريب وخطوات و قبلهم إدراك ..
تدرك أنك في رحلة (عايش كم يوم ).. وكل يوم لك دور وكل يوم تسئل سؤالا مختلفا .. لكن ليس أنت الذي يضع هذا السؤال .. أنت فقط تجيب.
مشكلتنا الحقيقية
أوتدري أن مشكلتنا الحقيقية أننا نريد أن نضع لأنفسنا السؤال اليومي، و طوال الوقت نحارب حتى نلغي الأدوار التي وضعنا فيها !
لكن عليك أن تدرك جيدًا أن ما وضعت فيه بعد سعيك تحت منظومة قوانين الله .. إنما هو دورك الحقيقي في الحياة.. وكل يوم تسعى ليس لأجل أن تصل لنتيجة حسب هواك .. لا .. أنت تسعى لأن هذا إنما هو أمر الله عز وجل وفقط !
وكل خطوات سعيك بالتأكيد تشكل حياتك حتى لو لم تر هذا التشكيل أو هذا التغيير .. لأنه يسيطر عليك شكل النتيجة التي على هواك وفقط !
النتيجة .. (شكلها إيه و توقيتها إمتى .. دي قصة تانية .. مخلوق لوحده بأمر ربنا )..
أوتدري معنى قوله تعالى: ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) ؟.. أي أنه لا يمكن أن يكون هناك يوم شبه الذي قبله أو الذي يليه.. و المعنى الأدق (مفيش لحظة زي التانية) .. فالله عز وجل له شؤونه التي من المستحيل أن ندركها .. إذن الثبات أمر صعب إن لم يكن مستحيل.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟تغير أحوالك
عزيزي المسلم، لابد أن تتغير أحوالك .. ومشاعرك .. وأفكارك .. وأرزاقك .. يومًا بعد يوم، إذ أنه من المستحيل حصول الثبات.. إذن انسى أمر (غدًا)، وفكر فقط في يومك ولحظتك الآنية، وأيضًا بيقين أن الأمر كله لله عز وجل..
أيضًا عليك أن تدرك أن جملة ( أأمن مستقبلي ) إنما ليست من الواقع في شيء.. فمن يضمن المستقبل إلا الله عز وجل؟!.. لأن القصة كلها تتلخص في مشهدين .. مشهد رحلتك في الدنيا وهي التي لا يمكن أن تعرف ما هو مستقبلك فيها، ومشهد نهاية الرحلة بالموت والذي أيضًا لا تدري متى يكون وكيف يكون؟.. (وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَّاذَا تَكسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ).