مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
ما تعانين منه هو من أشد ما يمكن أن يقاسيه الأبناء في ظل النشأة في أسرة مضطربة هكذا.
ولكن هذا الوضع ليس نهاية العالم يا عزيزتي، فالمبشر والجميل أن لديك وعي، وهذا سيدفعك إن شاء الله للخروج من هذا المأزق الأسري.
في داخل الأسرة هناك مساحات وأدوار يا ابنتي، لا ينبغي أن تختلط بينهم الحدود، أو تلتبس.
فالزوجة زوجة، ولا تصلح لأن تكون ابنة أو أمًا، والأم أم لا تصلح ولا يصح أن تكون ابنة، وهكذا، لذا فالمساحة الخاصة بين والديك التي هما فيها زوجان، أنت لا دخل لك فيها، فأنت لست أمًا لأمك لكي تشتكي لك، وأنت لست مستشارًا زواجيًا لديه علم وخبرة يستطيع بهما المشورة عليهما فيما يفعلانه في مشاحناتهم وخلافاتهم، هذا الوعي والنضج ليس موجودًا للأسف لدى والديك، فليكن موجودًا لديك.
والحل؟
الحل أن ترفضي التدخل، أو السماع لشكاية، أو محاولة إصلاح، بحسم وأدب، ولا بأس أن تعرضي عليهما الذهاب إلى مستشار للعلاقات الزوجية، فالحل هناك وليس لديك، وهما المسئولان عن سلوكهما وحياتهما الزوجية ولست أنت.
يمكن يا ابنتي أن تطوري ذاتك، وتعتنين بنفسك في ظل هذا وتقومين بدور الإبنة وفقط، عندها سيصفو ذهنك، وبالك، إذا ما أخذت الطيب من العيش مع والديك ونبذت السيء من كل شيء يؤذيك نفسيًا وجسديًا.
استعيني بالله وافعلي ما عليك كما ذكرت لك ولا تعجزي واستعيني مع الأسباب بالدعاء لله، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟