أنعم الله عز وجل بكثير من النعم لا تعد ولا تحصى، ولكن سعادتنا واستمتاعنا بها يشوبه النقصان والكدر، وذلك عند معظم الناس، وسبب ذلك أننا نشغل أنفسنا في شيء واحد أو نعمة واحدة غير موجودة ومفقودة في حياتنا، فتنتزع منا حالة السعادة بسبب التفكير في ذلك المفقود.
سأل ملك وزيره: لماذا أجد خادمي سعيداً أكثر مني في حياته وهو لا يملك شيئاً وأنا الملك لدي كل شيء ومع ذلك متكدر المزاج ؟
فقال له الوزير: جرِّب معه قاعدة الـ 99.
فقال الملك: وما هي قاعدة ال 99 ؟
قال الوزير: ضع 99 ديناراً ذهبياً في صرة عند بابه في الليل واكتب على الصرة "100 دينار هدية لك" ، وأطرق بابه و أنظر ماذا سيحدث...
فعل الملك ما قاله له الوزير فأخذ الخادم الصرة ولما عدها قال في نفسه لا بد أن الدينار الباقي وقع في الخارج !.
فخرج هو وكل أهل بيته يفتشون عليه ، وذهب الليل كله وهم يفتشون... فغضب الأب لأنهم لم يجدوا هذا الدينار الناقص !.
فثار عليهم بسبب الدينار الناقص بعد أن كان هادئاً
وأصبح في اليوم الثاني الخادم المتكدّر الخاطر لأنه لم ينم الليل فذهب إلى الملك عابس الوجه متكدر المزاج غير مبتسم ناقم على حاله...
فعلم الملك ما معنى قاعدة الـ 99..
وهي أننا ننسى ( 99 نعمة ) وهبنا الله إياها ونقضي حياتنا كلها متكدرين نبحث عن نعمة مفقودة !.
ونكدر أنفسنا وننسى ما نحن فيه من نِعم.
اقرأ أيضا:
سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور اللهاقرأ أيضا:
جبر الخواطر .. أعظم عبادة تقربك من الله .. فضائل لا تحصى لهذا الخلق تؤمن لك معية الرحمن في المخاطر