حذرت دراسة حديثة من أن التعرض للمواد الكيميائية الموجودة بشكل شائع في منتجات العناية الشخصية والبلاستيكية أثناء الحمل قد يساهم في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة "علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي"، إن عينات البول التي تم جمعها من 139 امرأة حامل متضمنة في الدراسة أظهرت مستويات عالية من البيسفينول والفثالات.
والبيسفينول هو نوع من البلاستيك يوجد في العديد من عبوات الأطعمة والمشروبات، في حين أن الفثالات هي مجموعة من المواد الكيميائية المستخدمة في المنظفات وزيوت التشحيم وتغليف المواد الغذائية ومنتجات مثل مستحضرات التجميل ومنتجات الشعر، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية .
وأظهرت نتائج الدراسة، أن وجود هذه المواد الكيميائية في أجسام النساء أثناء الحمل يخفض مستويات هرمون البروجسترون في الدم بمعدل 8 في المائة ويزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بنحو 50 في المائة.
وقالت ميلاني جاكوبسون، المؤلفة المشاركة في الدراسة، في بيان صحفي نقلته وكالة "يو بي آي": "وجدنا أن التعرض للفثالات مرتبط بانخفاض مستويات البروجسترون أثناء الحمل واحتمال أكبر للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة".
أضافت جاكوبسون، عالمة الأوبئة في مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك: "إذا كانت هذه المواد الكيميائية يمكن أن تؤثر على مستويات هرمون ما قبل الولادة وبالتالي اكتئاب ما بعد الولادة، فإن الحد من التعرض لهذه الأنواع من المواد الكيميائية يمكن أن يكون وسيلة معقولة لمنع اكتئاب ما بعد الولادة".
واكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسي شائع يصيب ما يصل إلى واحدة من كل خمس نساء بالولايات المتحدة، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
خلال الدراسة، قاس الباحثون مستويات البيسفينول والفثالات في عينات البول والهرمونات الجنسية في عينات الدم من 139 امرأة حاملاً. وقاموا بتقييم تعرضهن لاكتئاب ما بعد الولادة بعد أربعة أشهر من الولادة باستخدام مقياس ادنبره للاكتئاب بعد الولادة، وهو أداة تشخيصية شائعة الاستخدام.
وكانت النساء اللواتي لديهن مستويات أعلى من الفثالات في البول أكثر عرضة بنسبة 48 في المائة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
وقال الباحثون، إن النساء لديهن أيضًا مستويات منخفضة من هرمون البروجسترون، وهو هرمون يلعب دورًا مهمًا في الدورة الشهرية وفي تعديل الحالة المزاجية.
أضافت جاكوبسون: "هذا البحث مهم لأن الفثالات منتشرة في البيئة بحيث يمكن اكتشافها في جميع النساء الحوامل تقريبًا في الولايات المتحدة".
ومع ذلك، "يجب تفسير هذه النتائج بحذر، لأن هذه هي الدراسة الأولى لفحص هذه المواد الكيميائية فيما يتعلق باكتئاب ما بعد الولادة وكان حجم العينة لدينا صغيرًا"، على حد قولها.