هل تعرف عزيزي المسلم، أن هناك قانون أقره المولى عز وجل، يسير البشر ويقودهم نحو الاختبار والفتنة، والابتلاءات، إذ أنه لا يمكن أن يقع إنسان في بلاء ما إلا وكان بقدره ويستطيع تحمله، لأن هذا هو قانون الله في أرضه، يقول عز وجل: « لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ».. إذن أي شيء يحدث لك عزيزي المسلم تأكد أنه في مقدرتك أن تتحمله.
لكن ما الذي يجعلك غير قادر ولا تستطيع التحمل ؟
ببساطة لأنك غير شاحن .. طاقتك غير مشحونة .. قدراتك غير مشحونة.. لهذا حينما يقع بك ابتلاء ما، ترى نفسك كأنك تحتضر وغير قادر على المواصلة، لكن مع الوقت ومع القليل من الشحن، تكتشف قدراتك الحقيقية.. لأنك اضطريت لأن تشحن .. وإلا ستظل تدور في نفس الدائرة المفرغة.
ما هي أدوات الشحن؟
لكن ما هي أدوات الشحن.. هي عديدة ومتغيرة.. لكن أول شيء فيها و هي الأساس (المعلومة ) :
- معلومات عن طبيعة الدنيا و حجمها و الرحلة بعدها و سبب وجودك ..
- معلومات عن الله و صفاته سبحانه..
ثاني خطوة ( التواصل ) :
- كيف تواصل مع الله
- كيف تتواصل مع الدنيا
تواصلك مع الله سيبصرك بآليات التواصل في الدنيا مع البشر.. مع المواقف.. مع نفسك وقدراتك .. فستُبصر بالإرادة والقدرة على تحمل الذي يصيبك مهما كان !
وحينها سهتدرك أنه قانون .. ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ).
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟كيفية التواصل مع الله
لكن كيف يكون التواصل مع الله عز وجل .. هذا التواصل لاشك هو رحلة لا تنتهي، تبدأها بالمعلومة .. وتعرفك عليه .. ليس مجرد صلة بالصلاة ولا بالعبادات و لا بالأخلاقيات وفقط .. لا .. كأنه يصاحبك في تفاصيل حياتك اليومية الاعتيادية لحظة بلحظة .. وتستشعر قربه و تثق فيه و تستسلم لكل أقداره وأفعاله .. تقبل منه كل شيء مهما كان حتى لو كان ابتلاء وليس نجاحًا أو توفيقًا في أمر ما .. تدري جيدًا أنه سيسألك وسيعلمك كيف تجيب بمنتهى اللطف .. دائمًا ما تفوض أمرك له .. في كل أمورك: ضعفك و وجعك و احتياجك و فرحك .. منك له وفقط !
كأنك تنفذ قوله تعالى: ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ).. ستجده بالفعل أقرب إليك من حبل الوريد لكن لا تدري قدراتك و أوجاعك ؟! .. حينها عليك أن (تشتغل على نفسك) و ابدأ أن تتعرف بشكل صحيح على كل شيء .. وحينها ستتفاجئ بنتائج غير اعتيادية!.. لأن الله سيكون معك فيها، ولن يتركك أبدًا.