برغم ما يعانيه البعض من مشكلات كثيرة صحية ونفسية ومادية فإن الفأل الحسن والثقة في الله تنير الطريق وتذلل الصعاب.
ينصح خبراء التنمية البشرية بعدم الانجرار خلف الصعوبات والوقوف عند المشكلات والتدقيق في الملمات فإن هذا قرين البوار ورديف الخسران.
مشكلات حياتية:
لا يمكن تصور الحياة دون منغصات فمن لم يتزوج كل همه أن يتزوج بزوجة حسناء جميلة ويروح يضع لهذا شروطًا تفصيلية يتفنن فيها حتى إن فوجئ بالواقع ربما تألم..
ومن لم ينجب يظل طوال وقته يتطلع لنعمة الولد ويظل يتضرع ويبحث عن حلول لمشكلته التي ربما نفق في سبيلها كل ماله
.. حتى إن أتاه الله ولدا ربما تلم بوجوده وكان سببا في شقائه..
ومن لا يجد عملا يطلبه في كل مكان حتى إن رزق عملا ربما اغتر وتعالى فكان العمل سببا في شقائه..
وهذه هي الدنيا إن ل نحسن التعامل فيها مع نعم الله علينا انقلبت هذه النعم لمشكلات ومنغصات لا تتوقف ولا تنحسر صورها وأسبابها فلو ظل عمره كل يحاول وضع حلول لها لأفنى عمره دون حل.
التدرب على الصعاب يهون مشاكل الحياة:
ويلفت خبراء التنمية البشرية إلى أن مصارعة المرء الحياة والمعاناة فيها وإن كان ظاهرها سيئا فإن الإنسان يكتسب فيها خبرات متوالية تعينه على مواصلة السير.. فمن لم تنفعه الموعظة النظرية نفعته الخبرة العملية فهي أصدق دليل.
والمرء منا يبين علماء الاجتماع مفطور على تطلع ما يجهل وهذه الرغبة تجعله دائما يبحث في المجهول الذي يحمل له أشياء مفاجئة لا يعرفها إلا بمواقعتها ولذا فمن يطور ذاته يجد متعته في الانجرار للجديد الذي يكسبه خبرات متوالية وتصقل من تجاربه الحياتية كما تنمي مواهبه وتزكي خبراته الاجتماعية.
الثقة في الله:
وقبل كل هذا وبعده ينبغي على المسلم أن يتحلى بروح التفاؤل فلا ينظر للحياة على أنها حلبة صراع والزواج باب للخلافات والعمل ميدان للتنازع لأن من يفعل هذا يحجم عن التقدم وكل إنسان رهين تجربته.
إن الثقة في الله كما يلفت علماء الدين هي أكبر ما ينبغي التحلي به على مواجهة صعوبات الحياة .. ادخل الحياة وتعامل وكلك ثقة أن الله سيجبر كسرك سيعلي قدرك وسينصرك ما دمت خرجت لتحقيق الصالح ولم تسع للإضرار في الأرض.
على أنه ينبغي أن نفهم معنى الثقة وأن نقدرها حق قدرها فهي طاقة إيجابية تدفعك للخير وتحجمك عن الشر وتخلقك منك إنسانًا جديدًا يداعب الحياة بانسيابية يتعلم منها ولا يركن إليها.. يجعلها مزرعة للآخرة ولا يقاتل من اجل البقاء فيها.. وبهذا تكون دنياه مزرعة للآخرة.. وفي هذا يقول ابن عمر رضي اللَّه عنهما: أَخَذ رسولُ اللَّه ﷺ بِمَنْكِبِي فقال: كُنْ في الدُّنْيا كأَنَّكَ غريبٌ، أَوْ عَابِرُ سبيل، وعن عبدِاللَّه بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: نَامَ رسولُ اللَّه ﷺ عَلَى حَصيرٍ، فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لوِ اتَّخَذْنَا لكَ وِطَاءً، فقال: مَا لي وَللدُّنْيَا؟ مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا.
الثقةالزائدة:وينصح خبراء التنمية البشرية أن يطور الإنسان من نفسه سلوكيا وانفعاليا، معتبرين أن عدم استفادة الإنسان من أخطائه حمق يحتاج لعلاج، والخبراء يؤكدون أيضاً أن الثقة شيء رائع وبدونه يفقد الإنسان الشعور بالأمان في كل من يتعامل معه ويظل في شك وحيرة وربما يخاف من التعامل مع الآخرين مخافة أن يلحقه ضرر، لكن وفي اتجاه آخر يلفتون إلى أهمية أن يظل الإنسان يقظا وأن يقيّم تجربته بالأشخاص حتى يستفيد دون أن يقع في ضرر.
الخبراء يوضحون أن كثيرًا من الأشخاص "الطيبين" لا يلتفتون لهذا المعنى، ومن ثم يفقدون الكثير بل ربما يفقدون حياتهم جريًا وراء أشخاص منحوهم ثقتهم وهو لا يستحقونها.