يختبر رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، طلاءً من تصميم شركة "بوينج" يهدف إلى قتل الفيروسات والجراثيم، من بينها فيروس كورونا المستجد المسبب لـ كوفيد – 19.

وقد تسمح هذه التجارب باستخدام الطلاء في كبائن الطائرات، وأماكن الرعاية الصحية، وبيئات إعداد الطعام، ووسائل النقل العام والمرافق العامة الأخرى لحماية كوكب الأرض.

وتقوم رائدة الفضاء شانون ووكر، بلمس عشرات القطع المطلية يوميًا - مثل أبازيم حزام الأمان وعينات من البلاستيك والقماش - لنقل الميكروبات الموجودة عادة على البشر إليها.

تم تصميم الطلاء في البداية للحفاظ على المحطات الفضائية وإبقائها آمنة من البكتيريا الموجودة بين الكواكب، ولكن تم تعديل تركيبته بعد تفشي فيروس كورونا.

وتعتبر محطة الفضاء الدولية المكان الأفضل للعلماء الذين يتطلعون إلى إجراء تجارب جديدة، حيث تسمح بيئة الجاذبية الصغرى للمحطة الفضائية للطاقم بإجراء أبحاث غير ممكنة على الأرض.

وبعد ستة أشهر في الفضاء، ستعود العناصر المستخدمة في التجربة إلى الأرض في أوائل شهر مايو، حيث سيحدد الباحثون كيفية عمل الميكروبات على الأسطح المعالجة.

اقرأ أيضا:

قرية اشتهر أهلها بالبخل.. لن تتخيل ما فعلوه في المساجد

وتوصلت وكالة "ناسا" بالفعل من خلال تجارب سابقة إلى أن الميكروبات، وخاصة البكتيريا، تنمو بسهولة أكبر في الجاذبية الصغرى للمدار.

ولم تكشف شركة "بوينج" عن ماهية طلاء السطح بالضبط، لكن متحدثًا أكد أنها مادة بوليمر تم رشها على القطع.

وهذا مشابه لمنتج يستخدم في بعض الطائرات التجارية، يسمى (SurfaceWise2) قامت بتصنيعه شركة (Allied BioScience) ومقرها دالاس، التي حصلت على تصريح استخدام طارئ من وكالة حماية البيئة الأمريكية لمحاربة فيروس كورونا.

قالت ليز وارين، كبيرة مديري البرامج في المختبر الوطني لمحطة الفضاء الدولية بالولايات المتحدة، التي تدير جميع العلوم على متن المنصة المدارية، إن الكميات المفرطة من الميكروبات في الطعام أو الماء على متن المحطة الفضائية يمكن أن تسبب مخاطر صحية.

وأضافت: "إذا كان بإمكانك، على سبيل المثال، فهم ما الذي يجعل الميكروبات أكثر ضراوة في الجاذبية الصغرى. فقد يساعدك ذلك في تصميم مضادات حيوية جديدة أو أدوات أخرى لمكافحة الميكروبات لنا هنا على الأرض".

وأشارت إلى أن المختبر الوطني وجد أن المادة التجريبية كانت آمنة للاستخدام في محطة الفضاء.

وقال مايك ديلاني، كبير مسؤولي سلامة الطيران في بوينج، إن الشركة تختبر المادة لاستخدامها في الطائرات والمركبات الفضائية.

وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني، نقلتها وكالة "يونايتد برس"، إن الشركة هي المقاول الأساسي للمحطة الفضائية، لذا فقد ترغب في نشر طلاء مضاد للميكروبات على الأسطح هناك في المستقبل.

وتابع ديلاني: "بينما تستمر الاختبارات في المدار وعلى الأرض، نشجعنا على النتائج الأولية للمركب الكيميائي المضاد للميكروبات".

وقاد تشارلز جيربا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة، والباحث البارز في مجال مكافحة الميكروبات بجامعة أريزونا، الكثير من العمل على مثل هذه المضادات الميكروبية في الولايات المتحدة.

وقال جيربا في رسالة بالبريد الإلكتروني: "ينشئ SurfaceWise2 حاجزًا غير مرئي على الأسطح، مما يؤدي إلى تكسير الخلايا الفيروسية وقتلها جسديًا"، موضحًا أن المادة التي أنتجهتها شركة "بوينج" تعمل بنفس الطريقة.

وأوضح أن الهدف هو تغطية المناطق ذات اللمسة العالية، مثل المقاعد ومساند الذراعين وطاولات الصواني وأبواب الخزائن العلوية.

تابع جيربا: "لقد نشرنا عملاً يُظهر أن العدوى المكتسبة من المستشفيات يمكن تقليلها بنسبة 36 في المائة بواسطة الطلاءات المضادة للبكتيريا التي تستمر حتى 90 يومًا".

ومن المقرر أن يعود ووكر وثلاثة رواد فضاء آخرين إلى منازلهم مع العينات في حاويات مغلقة خلال الأسبوع الثاني من شهر مايو في كبسولة داخل مركبة الفضاء "دراجون 2".