كثير من الناس للأسف تراه يلهى عن شهر شعبان، وحين تسأله أو تحاول نصحه يقول لك، (يكفي رمضان)، وينسى هذا أن هذا الشهر الفضيل (شعبان)، إنما هو شهر رفع الأعمال إلى الله.. وليس أي أعمال، وإنما هي الأعمال السنوية، فتخيل كل أعمالك طوال العام تعرض على العزيز الجبار في هذا الشهر، وأنت ملهو فيما لا يفيد!
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والطيبة، والعظيمة، وهو الذي كان يهتم بشعبان بدرجات لا تقل عن اهتمامه برمضان، فقد روى أبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
مضاعفة الأعمال الحسنة
إذن على المسلم أن يضاعف من أعماله الطيبة في هذا الشهر العظيم، أملا في أن ترفع أعماله إلى الله عز وجل وهو على خير، سواء كان هذا الخير صيام أو زكاة أو صدقة، أو زيارة مريض، أو بر والدين، أو إصلاح بين الناس، أو صلة رحم، كما عليه أن يكثر فيه من قيام الليل، سائلا الله عز وجل العفو والمغفرة، فإذا كان العام كله يمر وربما لا نقيل ليلة واحدة، ففي شعبان وجب على الجميع ألأ يضيع ليلة واحدة لا يقيم فيها الليل، عسى أن يغفر الله له ما تقدم من ذنبه، وأن يرفع عمله وهو مستجاب الدعوة إن شاء الله، مغفور له عمله كله مهما كان.
أيضًا من الأمور اللازمة طوال شهر شعبان، أن يأتيك ملائكة الرحمن وأنت ساجد، ويرحلون وأنت ساجد، وما ذلك إلا لأن يرفع عملك وأنت ساجد إلى الله عز وجل، وهو أمر لو تعلمون عظيم، وذلك لما رواه البخارى ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون».
اقرأ أيضا:
"ليس له سلطان على الذين آمنوا".. هل سمعت هذا المعنى من قبل؟الاثنين والخميس
اعتاد المسلمون على صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع طوال شهري رجب وشعبان، وهي عادة اعتبرها العلماء سنة حسنة، ومحاولة للتعود على الصيام قبل شهر الفريضة في رمضان، فضلا عن رفع الأعمال والناس صيام، لهو الفضل العظيم، وذلك لما رواه الإمام أحمد فى مسنده بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم».