مرحبًا بك يا عزيزي..
الوفاة حدث صادم، خاصة لو كان الفقيد عزيز، قريب، كما حدث معك، وبعده لابد من المرور بمراحل ما بعد الصدمة من غضب وانكار واكتئاب ثم تسليم، وقد يرى الشخص المتوفى له في أحلامه، بل وربما يشعرأنه يسمع صوته أثناء اليقظة، أو يرى طيفه إلخ، وهذا كله عادي وطبيعي، وحله التعبير عن الحزن، وزيارة قبر المتوفى، والتصدق عنه، ورؤية أشياؤه، وحاجياته، والعيش مع ذكرياته، حتى يتم التأقلم، والتسليم والرضى التام بما حدث من فقد، ويعود الشخص لممارسة حياته العادية.
أما ما حدث معك، فقد تجاوز ما سبق من أمور اعتيادية وطبيعية، إذ أصبحت سجينة الحدث الصادم، ووجب الخروج بطريقة علاجية على يد متخصص نفسي.
تسع سنوات من السجن في حادث وفاة والدتك، فترة زمنية طويلة جدًا من حبس الذات في الماضي، وألمه، ووجعه، وهذا كله يتسبب في تشوهها، وتعطلها، لذا لابد أن تبادر لتعيش حياتك الطبيعية والحقيقية بدلًا من العيش في ذات مشوهة ومزيفة، بدون أن تدري ولا تقصد.
لاشك أن خطوتك هذه مهمة ولكنها لا يمكن أن تتم بدون إرادة وشجاعة منك قوية لتغيير ما بنفسك يا عزيزي من أجل نفسك، وتأكد أن هذا ما ترجوه والدتك لك وما سيسعدها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟