مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك في حيرتك وورطتك هذه، فما أشد ألم الشجار وسوء التوافق مع الأهل، هو مؤثر سلبي بالفعل، وللغاية، فضلًا عن ظلاله السيئة على أحوالك الأسرية كما ذكرت.
لا تقطع تواصلك المحدود هذا مع أهلك، ولكن حاول دائمًا أن توصل رسالة بضرورة الاعتذار لك ولزوجتك عما حدث، ليكن ذلك بشكل مباشر تارة وغير مباشر تارة أخرى، لعلهم يشعرون بضرورة إحقاق الحق، ورجوع حبال الوصل، والانصاف لك ولأسرتك، فأنت لن تستطيع تغيير أهلك ولا إرغامهم على الاعتذار ورد الاعتبار ولكنك تستطيع بطريقة تعاملك واستجاباتك معهم أن توصل هذه الرسائل، وعلى زوجتك أن تعرف هذا أيضًا.
اجلس معها، وتناقش بهدوء ما استطعت، أخبرها أنها محقة، وأنك تقدر ما تحملته، وأنك لم تنس، ولكنك مثل كل الناس لا تستطيع إرغام أحد على فعل تريده، لذا عليها أن تبقى هي على موقفها، في علاقة سطحية معهم، أو في شكل علاقاتي يريحها ما أمكن، أو لا علاقة إن أختارت هذا الوضع، فهذا كله حقها، ولابد أن يكون بينكما احترام متبادل لكيفية تعامل كل منكم مع هؤلاء الأهل، بدون إرغام ولا لوم ولا تحقير ولا أي تصرف من شأنه أن يهدم علاقتكما.
ذكّر زوجتك يا عزيزي أن علاقتكما خط أحمر وأنك لن تسمح لأي مشكلات خارجية مع أهلك أن تهدم هذه العلاقة، وهذه الأسرة، ذكرها بحبكم، وحرصك عليها، وهذا الحب، وهذه الأسرة، وهذا البناء الخاص بكم، وأن هذا هو واجبكم الأول، سواء تغير أهلك وأنصفوك وزوجتك، أو لا.
أخبرها أنه في العلاقات ليس هناك انتصار وهزيمة، فساحة العلاقات خاصة مع الأهل ليست ساحات حرب، وإنما هناك شخص سوي وآخر لا، وهناك علاقة صحية وعلاقة مشوهة، والواجب هو أن تختار لنفسك مكانها الذي تستحقه ومقتضيات ذلك، وفقط.
أخبرها أن ما تفعله هو "بر" ، و"معروف"، وأنه هذا كله يبذله القوي لا الضعيف، صاحب الخلق، وأنه لا يعني الحب ولا المسامحة، فهذه مناطق أخرى مختلفة ، وأننا نستطيع بر من نعرف ومن لا نعرف، من نحب ومن لا نحب.
أخبرها أنك اخترت أن تكون هذا الشخص السوي، من يؤدي دوره في علاقاته بشكل صحي، وفقط ، سواء كان هؤلاء الأشخاص في علاقاته يستحقون أو لا .
أنت بحاج يا عزيزي لتعلم كيف تدير غضبك، وكيف تصل للثبات الانفعالي ما استطعت، فهذه كلها مهارات، ولها تقنيات، وطرقًا، وأساليب، ولابد لها من تدرب عليها، ومن الممكن أن تسترشد بمرشد نفسي، مستشار زواجي، معالج نفسي، إلخ، فلا بأس أن تطلب المساعدة والدعم النفسي إن أردت خاصة لو عجزت عن أن تواجه بمفردك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.