توصل علماء إلى كيفية عمل أول كمبيوتر في العالم يرجع تاريخه إلى أكثر من 2000 عام.
وآلية "أنتيكيثيرا" هي قطعة أثرية لآلة ميكانيكية معقدة من التروس والمسننات، اخترعها الإغريق للحساب الفلكي لمواقع الأجرام والتنبؤ الدقيق بالخسوف.
وعثر الغواصون على الجهاز وسط مجموعة من الكنوز التي تم انتشالها من سفينة تجارية غرقت في البحر المتوسط قبالة جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية في عام 1901، وهو معروض الآن في المتحف الأثري الوطني بأثينا.
ويقول باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، إن النسخة المطابقة لهذه الآلة "تتحدى كل تصوراتنا المسبقة حول القدرات التكنولوجية لليونانيين القدماء". ووفقًا لأحد الباحثين، فإن النتائج تشير إلى أن الإغريق كان بإمكانهم صنع ساعات قبل مئات السنين من اختراعها في القرن الرابع عشر في أوروبا.
وأحاط الغموض بكيفية توقع الجهاز الذي ويوصف بأنه أول وأقدم كمبيوتر تناظري معروف، لتحركات القمر والشمس وخمسة كواكب معروفة منذ اكتشافها في البحر عام 1901.
وعلى الرغم من أن ثلثيها مفقود، لكن العلماء اكتشفوا تركيبة التروس في الآلة بناء على طريقة رياضية اخترعها الفيلسوف والرياضي اليوناني بارمينيدس.
اقرأ أيضا:
قرية اشتهر أهلها بالبخل.. لن تتخيل ما فعلوه في المساجدووفق العلماء، فإنه "يكشف حل هذا اللغز المعقد ثلاثي الأبعاد عن خلق عبقري - يجمع بين دورات من علم الفلك البابلي والرياضيات من أكاديمية أفلاطون ونظريات الفلك اليونانية القديمة".
وقال الباحثون في دراسة نشرتها مجلة (Scientific Reports)، إنهم توصلوا إلى تصور بشأن عمل هذه الآلة، يسمح تقريبًا لجميع عجلات التروس للآلية أن تتناسب مع مساحة بعمق 25 مم فقط.
وقدروا أن مواقع الأجسام الفلكية تم عرضها على حلقات متحدة المركز، ولكن بمسارات معقدة حيث اعتقد الإغريق أنها تدور حول الأرض بدلاً من الشمس.
قال آدم ووجسيك، عالم المواد بجامعة كاليفورنيا لصحيفة "الجارديان": "نعتقد أن إعادة بناءنا تناسب جميع الأدلة التي استخلصها العلماء من البقايا المتبقية حتى الآن".
غير أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان لدى الإغريق القدماء مخارط ضرورية لتشكيل المعادن في مكونات النسخة المتماثلة اليوم.
أضاف ووجسيك: "الأنابيب متحدة المركز في قلب القبة السماوية هي المكان الذي يتعثر فيه إيماني بالتكنولوجيا اليونانية، وحيث قد يتعثر النموذج أيضًا. المخارط ستكون هي الطريقة اليوم، لكن لا يمكننا أن نفترض أن لديهم تلك الخاصة بالمعادن".
وتابع: "على الرغم من أن المعدن ثمين، وبالتالي كان من الممكن إعادة تدويره، فمن الغريب أنه لم يتم العثور على أي شيء مماثل عن بعد أو التنقيب عنه".
وأشار إلى أن إذا كانت لديهم التكنولوجيا اللازمة لصنع هذه الآلية، فلماذا لم يوسعوا هذه التقنية لابتكار آلات أخرى، مثل الساعات؟.