أنت مسئولة عن مشاعرك وتصرفاتك واختياراتك يا عزيزتي، لا ترضين فيها أحد على حساب نفسك، أو من أجل تحاشي الغضب، والمعايرة ، والشجار، إلخ، كوني نفسك، واقبليها كما هي بضعفها وقوتها، مميزاتها وعيوبها، وأحبيها، ومن ضمن هذا كله "شكلك"، وصورتك الذاتية عن نفسك.
اعلمي أنك "نسيج وحدك"، فمهما شابهت أحد من أهلك في شكله، تصرفاته، طباعه، إلخ، ففي النهاية أنت ككل انسان فريد في ذاته، له سمات شخصية مختلفة، ومكونات شخصية مختلفة، فلن تكوني طبعة كربونية من أحد، ومهمتك هي صناعة شخصيتك، ووحدك القادر على هذا ومكلف به، وواجب عليه، فاهتمي، وانشغلي بهذا الأمر.
كرري على مسامعك هذا الكلامن فالنفس والعقل يتأثرون بالكلام الإيجابي، كما السلبي، لذا حدثي نفسك دائمًا بهذا الحديث الإيجابي، وذكريها بهذا الواجب، وهذه الحقائق، زاحمي أنت أي كلام سلبي يقال لك من خلال والدتك أو غيرها، وقودي أنت صوتك الداخلي ليغلب.
أما والدتك، فواجبك معها هو البر، وإحسان المعاملة، وهذا لا يتعارض مع الرفض بأدب لكل كلمة أو نظرة أو حركة بها أذى لك سواء بمعايرتك بشبهك لوالدك أو غيرها، فهذا جزء مهم من مسئوليتك تجاه نفسك، وهو حمايتها من الأذى ورفضه، ولأن للوالدين مقام مختلف عمن سواهم، فالرفض يكون بأدب، ولكن بإصرار، ولا يمنع من بر ولا إحسان قول ومعاملة، وتحمل لردود الفعل أيًا كانت، فمن المتوقع أن تحدث، لذا وجب الإصرار، وبأدب!
الأمر ليس سهلًا، لكنه ممكن، ويستحق، لأنك تستحقين.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.