مرحبًا بك يا عزيزتي..
تؤثر علينا العلاقة مع الوالدين بشكل خاص بعمق لا يضاهى، فطبيعة العلاقة معهم، لا تنمحي، ولا تزول، ولا تنتهي.
وبالنسبة للعقوق، فنحن محاسبون على "السلوك"، لا "الشعور"، وهو المقصود بالبر والمصاحبة معروفًا، لذا يمكنك رفع الظلم عنك بما يليق بقدر الوالدة، وبحكمة، وأدب، وهدوء، فالسمع والطاعة ليس أعمى بل مبصر ومقيد، مع البر بها واسترضاءها على الدوام.
أما التغلب على الغضب، والرغبة في الانتقام للذات، فيعالجها القبول غير المشروط للذات ومشاعرها وأفكارها، والقبول للوالدين كما هم، وفي حالتك قبول والدتك كما هي، على "ألم" الأمر ، بدلًا من النواح على قدرك وكونها والدتك.
فالقبول لا يعني التسليم والرضى والموافقة، ولكنه إجراء مهم للسماح بمشاعرك السلبية تجاه والدتك بالرحيل، والعفو عنها، حتى تتمكنين من الإهتمام بذاتك، والانشغال بتعافيها من آثار العلاقة الوالدية غير الصحية، فالنفس الحانقة يعطلها حنقها ويقعدها عن التعافي.
لا تلومي نفسك على مشاعرك السيئة التي تكونت في اللاوعي لديك نتيجة التربية الخاطئة، والإساءات التي أصابتك منذ الطفولة، ولكنك الآن أصبحت مسئولة عن تعافيك، لم تعودي طفلة، صغيرة، ضعيفة، قليلة أو منعدمة الوعي.
والدتك أولى الناس بـ :" والكاظمين الغيظ"، حتى تتزل عليك رحمات الله، فيصلح حالتك النفسية، ويهدي قلب والدتك، ويعينك على التعافي، ويبصرك، فهذا هو المهم.
وتعتبر الكتابة من ركائز هذا التعافي، اكتبي عن مشاعرك السلبية، وأفرغي على الورق، واختاري معالج نفسي تتحدثين معه ليساعدك بشكل علمي، ناجز.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟