اكتشف العلماء، مخلوقات بحرية غريبة شبيهة بالإسفنج، تعيش على صخرة تحت حوالي 1650 قدمًا من الجليد في القطب الجنوبي.

وتوصل فريق من الجيولوجيين إلى المخلوقات الغريبة أثناء عملية التنقيب في الجرف الجليدي في فيلتشنر -رون، الذي يمتد عبر جزء من بحر "ويديل".

قال عالم الجغرافيا الحيوية، هو جيمس جريفيث من الهيئة البريطانية لمسح القطب الجنوبي لوكالة "يو بي آي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "جاءت الصخرة من الأرض وربما سقطت من قاع الجرف الجليدي العائم أعلاه".

وأوضح جريفيث، المؤلف الرئيسي للورقة التي تصف الاكتشاف، أن الحيوانات استعمرت على الأرجح الصخرة بعد أن سقطت في قاع البحر.

ووجد العلماء، المخلوقات البحرية مباشرة فوق الصخرة تطفو على أكثر من ربع ميل من الجليد، ويتعين عليها إذا ما أرادت التحرك، السفر أكثر من 160 ميلاً للوصول إلى المحيط المفتوح.

ولم يبحث الجيولوجيون الذين وجدوا الكائنات التي تشبه الإسفنج عن كائنات حية، أو يتوقعون العثور عليها تحت الجرف الجليدي فيلتشنر -رون، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة في مياه البحر غير المجمدة إلى 28 درجة فهرنهايت.

قال جريفيث: "لقد أرادوا أن يتمكن الطين من النظر إلى تاريخ الجرف الجليدي. في هذه المناسبة، اصطدموا بصخرة بدلاً من الطين. لم يكن هذا خبرًا جيدًا للجيولوجيين، لكنه كان اكتشافًا رائعًا لعلماء الأحياء".

تم تسليم الفيديو الذي أعاده علماء الجيولوجيا إلى فريق من علماء الأحياء البحرية، من بينهم جريفيث، المتخصص في دراسة النظم البيئية القطبية القاسية.

أضاف جريفيث: "حقق الفريق المعني العديد من هذه الاكتشافات بما فيها العديد من الأنواع الجديدة، لكننا عادة ما نقوم بهذا العمل من سفينة. كان هذا الاكتشاف بمثابة حادث كامل لأننا لم نكن نبحث حتى عن هذه الحياة عندما وجدناها".

والعلماء ليسوا متأكدين من كيفية وصول هذه الحيوانات إلى الصخرة أو كيفية بقائها على قيد الحياة في ظروف قاسية وخالية من الضوء تحت الجرف الجليدي. وقالوا إنهم لا يعرفون حتى ما هي الكائنات الحية.

وتابع: "لقد حصلنا فقط على لمحة سريعة على الفيديو، وهذا لا يحتوي على تفاصيل كافية لنتمكن من التعرف عليها من الأنواع. نعتقد أن هناك نوعين على الأقل من الإسفنج وبعض الحيوانات الأخرى التي لا يمكننا تحديدها، نظرًا لأننا عادةً ما نجد أنواعًا جديدة عند العمل في أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية)، فهناك فرصة جيدة لأن تكون جديدة على العلم".

من الممكن أن تتكيف الحيوانات بشكل فريد مع الحياة تحت الجرف الجليدي. ومن الممكن أيضًا أن الحيوانات، التي كانت لا تزال في مرحلة اليرقات قد جرفتها تيارات المحيط عن غير قصد تحت الجرف الجليدي.

تبقى العديد من الأسئلة حول الاكتشاف. للإجابة عليها، ويأمل الباحثون في العثور على المزيد من الصخور مثل تلك الموجودة في الدراسة المنشورة حديثًا.

وقال جريفيث: "تظهر هذه النتائج أن النظم البيئية القطبية أكثر تنوعًا مما توقعنا، وأن بعض الحيوانات يمكنها البقاء بعيدًا عن ضوء النهار أكثر مما كنا نعتقد في السابق. المهمة التالية هي فهم مدى شيوع هذه الصخور والمجتمعات وما هو الدور الذي تلعبه في النظام البيئي الأوسع في أنتاركتيكا".