توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين استخدمت أمهاتهم المضادات الحيوية أثناء الحمل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالربو.
وقالت الباحث الرئيسي سيسيلي سكاروب أولدبيرج، من جامعة آرهوس في الدنمارك: "وجدت دراسات سابقة ارتباطات بين التهابات الأمهات أثناء الحمل والربو عند الأطفال".
وذهب الدكتور أنتوني سيالي، خبير في التأثيرات التناسلية للأدوية، إلى أبعد من ذلك، وقال إنه من المحتمل أن شيئًا آخر يفسر الزيادة الطفيفة في مخاطر الإصابة بالربو.
وتعد عدوى الأمهات أحد الاحتمالات، وفقًا لـ سيالي أستاذ طب التوليد وأمراض النساء بكلية الطب بجامعة جورج واشنطن. وأشار إلى بعض العوامل التي لم تؤخذ في الحسبان في الدراسة، من بينها ما إذا كانت الأمهات ترضعن أم لا، الأمر الذي يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بالربو.
وقال سيالي إنه من الحكمة دائمًا أن تتجنب النساء الحوامل تناول الأدوية التي ليست ضرورية للغاية. وأشار إلى أن المضادات الحيوية، التي يتم وصفها بشكل مفرط لعامة السكان، ليست استثناء.
لكن أولدبيرج قالت إن النساء الحوامل يجب ألا يتنازلن عن المضادات الحيوية اللازمة بناءً على هذه النتائج. وأضافت إن "المضادات الحيوية أثناء الحمل تمنع وتعالج التهابات الأم والجنين. وفي بعض الحالات، تنقذ الأرواح في نهاية المطاف".
اظهار أخبار متعلقة
تغيير تركيبة ميكروبيوم الأم
أما عن تأثير المضادات الحيوية قبل الولادة على مخاطر الإصابة بالربو بعد سنوات؟ فأوضحت أولدبيرج أن الفرضية هي: "قد تغير الأدوية تركيبة ميكروبيوم الأم - تريليونات البكتيريا والميكروبات الأخرى التي تسكن في جسم الإنسان".
وهذا يكتسب أهمية، لأن الميكروبيوم الأولي للرضيع يتم تحديده إلى حد كبير بواسطة الأم، نظرًا لأن الميكروبيوم هو المفتاح في تطوير جهاز المناعة، فمن المعقول أن المضادات الحيوية قبل الولادة يمكن أن تؤثر على احتمالية إصابة الطفل بالربو، كما تقول النظرية.
والدراسة التي نشرت في "أرشيف أمراض الطفولة"، ليس أول من يبحث عن وجود اتصال بين المضادات الحيوية والإصابة بالربو. والبعض الآخر، ويصل إلى استنتاجات مختلطة. وبحسب أولدبيرج، عالجت الدراسة الجديدة بعض "أوجه القصور" في البحث السابق باستخدام بيانات من عينة دراسة كبيرة: أكثر من 32 ألفًا و600 طفل تمت متابعتهم منذ الولادة.
وتعرض 17 في المائة للمضادات الحيوية قبل الولادة، بناءً على تقارير أمهاتهم. ومن بين هؤلاء الأطفال، تم تشخيص إصابة 14.6 في المائة بالربو، مقابل 12.7 في المائة ممن لم يتعرضوا للمضادات الحيوية قبل الولادة.
ووضع الباحثون في الاعتبار، بعض العوامل التي قد تفسر الاختلاف، مثل تاريخ الوالدين مع الربو، أو تدخين الأمهات أثناء الحمل. ولا تزال المضادات الحيوية مرتبطة بمخاطر إصابة الأطفال بالربو.
وكان هذا هو الحال فقط بالنسبة للأطفال المولودين عن طريق الولادة الطبيعية، إذا تعرضوا للمضادات الحيوية قبل الولادة في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، فإن احتمالات إصابتهم بالربو كانت أعلى بنسبة 17 في المائة، مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للأدوية.
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟زيادة طفيفة في المخاطر
وحذر سيالي من أن ذلك يمثل زيادة طفيفة في المخاطر، مما يعزز فرص وجود عوامل "مربكة" أخرى مسؤولة عن الارتباط.
ووفقًا لـ ألدبيرج، فإن حقيقة أن الارتباط كان محصورًا في الأطفال المولودين طبيعيًا أمر مثير للاهتمام: إنه يتماشى مع النظرية المتعلقة بالميكروبيوم الأمومي المعطل، على حد قولها.
والأطفال الذين يولدون طبيعًا ينتقل الميكروبيوم الداخلي للأم إليهم في الرحلة عبر قناة الولادة. لكن أولدبيرج قالت إن الذين ولدوا بعملية قيصرية سيكتسبون ميكروبات من جلد الأم و "البيئة المباشرة"، والتي من الناحية النظرية يمكن أن تجعل استخدام المضادات الحيوية قبل الولادة أقل من عامل خطر الإصابة بالربو في وقت لاحق، وفق ما نقلت وكالة "يو بي آي".
وأكد أولدبيرج وسياليلي أن كل ذلك مجرد تكهنات. وأشارت أولدبيرج إلى أن عددًا قليلاً نسبيًا من الأطفال ولدوا بعملية قيصرية وتعرضوا قبل الولادة للمضادات الحيوية، وقد يكون هذا هو سبب اختلاف النتائج بالنسبة لهم.
وعلى الرغم من عدم اليقين، قالت إن هناك بالفعل أسبابًا لتوخي الحذر بشأن وصف المضادات الحيوية أثناء الحمل، ويجب ألا يتم ذلك إلا عند الضرورة.