قبل 10 أعوام، بادرت الفنانة التشكيلية السعودية، بسمة السليمان إلى تدشين متحف افتراضي، أطلقت عليه اسم "بسموكا"، يضم أعمالاً فنية لفنانين عالميين معاصرين من جميع أنحاء العالم، كالولايات المتحدة والصين وأوروبا والعالم العربي.

وهي الفكرة التي نمت من حبها في الأساس للوحات الفنية لكبار الفنانين العالميين، خلال زياراتها للعديد من المتاحف بالعالم، قبل أن تلتحق بمدرسة الفن المعاصر ببريطانيا، لنيل دبلومة من معهد كريستي في الفن المعاصر في عام 2001، الأمر الذي قالت إنه كان سببًا في تغيير نظرتها للفن بشكل أعمق.

فكرة تأسيس المتحف 

وبعد أن أصبحت لديها مجموعة من اللوحات الفنية، وتعرفت على العديد من المهتمين بالفن، سعت إلى تدشين متحف (بسموكا) في عام 2011، وهو عبارة عن متحف افتراضي على الشبكة العنكبوتية بأبعاد ثلاثية، يضم مجموعة من اللوحات الفنية، وقد مر منذ تأسيسه بمراحل مختلفة من التطوير والتحديث، حيث أعيد بناؤه أكثر من مرة مع استخدام تقنيات جديدة مثل "ثري دي"، ثم "الاوكلس".


وقالت بسمة في مقابلة مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "بمقدور الجميع من كافة أنحاء العالم زيارته والتلاقي فيه للحوار والمناقشة، وهو متحف لا يسعى للعائد المادي ولكن يهدف لنشر الوعي الثقافي بشكل عام بين المجتمعات".

وأوضحت أن المتحف "يتيح للزوار القيام بتنزيل التطبيق الخاص بالتجوال في المتحف وتسجيل الدخول على موقعة الإلكتروني ومن ثم تصميم شخصيات خاصة بهم لاستخدامها للتجوال والتعارف والتحاور مع الآخرين، كما يعمل على تغيير العروض وتنوعها بصورة مستمرة مثل عرض التخاطب بين الثقافات، وعرض عن الفن السعودي ومقارنته بفن دول أخرى من حيث أوجه التشابه والاختلاف، بالإضافة لعمل معارض تركز على فنان معروف وذي شهرة عالمية مثل بيكاسو وفان جوخ وغيرهما".

اظهار أخبار متعلقة

واحدة من أهم 100 شخصية فنية بالعالم

وقد تم تصنيف بسمة في عام 2014 ضمن 100 شخصية مؤثرة في عالم الفن، ضمن الاستفتاء الذي أجرته مجلة "آرت بلين" عن أكثر الأشخاص المؤثرين على حركة الفن في العالم.

وإلى جانب نشاطها الفني، تنخرط بسمة في العديد من الأنشطة الاجتماعية والإغاثية، فهي ناشطة ضمن مؤسسات محلية وعالمية، من بينها هيئة الصليب الأحمر، لرعاية الحالات الاضطرارية لمن لا مـأوى لهم، ومؤسسة حماية الاطفال من المخدرات التي ترأسها ملكة السويد، علاوة على نشاطها في المملكة حيث تشغل عضوية جمعيات أهلية للأطفال المعاقين والحالات الاضطرارية.



وقد كرمها الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، خلال افتتاح متحف المجسمات عام 2012، الذي وقفت وراء فكرة إنشائه، من خلال الاعتناء بالمجسمات التي نال الإهمال منها، والتي تعود إلى فترة السبعينات، بمبادرة آنذاك من محمد سعيد فارسي، أحد المطورين خلال حكم الملك فهد رحمه الله، والتي كانت منتشرة في شوارع وميادين جدة، وكان يبلغ عددها 300 مجسم.

وبعد كل هذه السنوات الطويلة، بادرت بسمة إلى تقديم مشروع لبلدية جدة تقوم فكرته على وضع أهم المجسمات (21 مجسمًا) في حديقة تسمى "حديقة المجسمات"، للدخول في موسوعة "جينس"، وقد قررت أمانة جدة تكريمها بوضع اسمها على الحديقة كاول امرأة يتم إطلاق اسمها على حديقة في عام 2012.