إذا كنت تشكو من بعض الأحلام الغريبة والمخيفة منذ ظهور فيروس كورونا المستجد لأول مرة في العام الماضي، فأنت لست وحدك، فكثير مثلك يتعرضون لهذه النوعية من الأحلام.

وفقًا للخبير المتخصص في تفسير الأحلام، إيان والاس، فإن "الحلم يشبه الصورة الذاتية المطلقة. إنها طريقة لمعالجة جميع المعلومات التي استوعبناها، بشكل رئيسي دون وعي، خلال النهار. تتمثل الوظيفة الأساسية للحلم في فهم حياتنا العاطفية واستكشافها وحلها".

وأضاف: "يشعر الأشخاص في حالة الإغلاق بأنهم محاصرون وقلقون باستمرار بشأن ما قد يحدث بعد ذلك. ولكن إذا كنت قادرًا على تحديد ماهية تلك المخاوف من خلال أحلامك، فهذه هي الخطوة الأولى للسيطرة عليها".

وفي العام الماضي، وجدت دراسة أجرتها الكلية الملكية بلندن، ومعهد ايبسوس موري، عن الجمهور في المملكة المتحدة، أن اثنين من كل خمسة أشخاص لديهم أحلام أكثر وضوحًا من المعتاد، مع زيادة الرقم إلى 43 في المائة بين النساء.

ونصف الأشخاص الذين اعترفوا بالعثور على فيروس كورونا كان لديهم أحلام أكبر.

ووفقًا لإيان، كان هناك سببان وراء رؤية هذه التغييرات في الأحلام. قال: "بسبب تعطل جداولنا - ربما نكون في إجازة، نحن في حالة إغلاق، نفقد مسار الوقت - جدول نومنا متقطع أيضًا".

وأضاف: "نعاني من النوم السيء لذا نستيقظ أكثر ونتذكر أحلامنا أكثر. الجانب الآخر هو أن الأحلام تدور حول معالجة المشاعر - والجميع في حالة من القلق الشديد، وعدم التأكد تمامًا مما يحدث".

اقرأ أيضا:

قرية اشتهر أهلها بالبخل.. لن تتخيل ما فعلوه في المساجد

ودائمًا ما يكون الحلم الأكبر الذي أثاره كوفيد – 19 هو الأكثر شيوعًا، لكن المطارد هذه المرة مجهول الهوية.

كشف إيان: "إذا كنا نحلم بأننا نطارد، فهذا يمثل طموحًا نسعى إليه في حياتنا اليقظة. إن مطاردتنا بشيء مجهول الهوية يعني أننا نحاول تحديد وفهم ما نحتاج إليه لتحقيق هذا الطموح".

وتابع: "اعتاد المحاصرون في مساحة أصغر أن تكون متدرجة كثيرًا في قائمة الأحلام المشتركة لكنها الآن رقم 2. إنه يمثل الشعور بالقيود. إنه شائع بشكل خاص في الأشخاص الذين يهتمون بعقود العمل وخياراتهم المهنية وآفاق الدخل".

ويدور حلم كوفيد الثالث الأكثر شيوعًا حول رقم خاطئ، من خلال محاولة الاتصال بشخص ما، أو الدخول إلى مبنى عبر لوحة مفاتيح، ولكنك غير قادر على الحصول على الأرقام الصحيحة.

وهذا يمثل محاولة التواصل مع شخص ما، لكن تواجه عدم القدرة على إيصال رسالتك، أو الفشل في فهم ما يقوله الناس لك،  وفق صحيفة "ديلي ستار".

قال إيان: "عادة في الأسرة أو مكان العمل، نعرف كيفية التواصل، وما هي الأزرار التي يجب الضغط عليها للحصول على نتيجة. لكننا نشعر الآن بعيدًا جدًا، لم يعد هذا مجديًا. يشعر الناس أنه من الصعب جدًا إيصال رسالتهم".

اقرأ أيضا:

شاهد.. أمريكي يتسلق قمة جبل إيفرست في منزله!

أضاف: "يتعلق الأمر أيضًا بتلقي رسائل مختلطة، غالبًا ما تأتي من النصائح الرسمية التي وضعتها البلدان - أغلق، لا تغلق، افعل هذا، لا تفعل هذا".

كما قد تجد نفسك محاطًا بطعام فاسد أو أرفف فارغة، والتواجد في مكان عمل فارغ.

وأوضح إيان: "يمثل الطعام القدرة على إشباع نفسك. لذا إذا كانت الرفوف فارغة أو تعفن الطعام ، فقد نشعر بأن قدرتنا على إشباع أنفسنا ضعيفة".

وأضاف: "عادة ما يتم الإبلاغ عن مكان العمل الفارغ من قبل الأشخاص الذين تقاعدوا مؤخرًا ، لكنه الآن في نطاق كبير من الفئات العمرية".

كما قد ترى نفسك تذهب إلى مكان عملك ولا يوجد أحد هناك، أو تجد مزيجًا من رقم خاطئ، فأنت لاتستطيع الدخول عبر لوحة مفاتيح أو بطاقتك.

وقال إيان: "يرمز مكان عملك إلى الشعور بأنك تفعل شيئًا ذا قيمة وهادفة. إذا لم تتمكن من الوصول إلى مكان عملك في عقلك، فإنك تشعر أنه ليس لديك هدف. ينتشر هذا الآن بشكل خاص بين المستقلين أو الأشخاص الذين تم إجازتهم. وهذا يعني أنك بحاجة إلى إيجاد طريقة لتقدير نفسك".

كما كشف إيان، أن "سبب إنشاءنا للحلم هو محاولة إرسال رسالة لأنفسنا. ما يحدث في الكابوس هو أننا لا ننتبه للرسائل التي نتلقاها. لذا يحاول الكابوس لفت انتباهنا. يخاف الناس حقًا من الكوابيس لكنهم فقط يعالجون مشاعر قوية حقًا".