الالتهاب هو وسيلة الجسم لمحاربة العدوى وهي الطريقة التي يستخدمها للشفاء، ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يخرج الالتهاب عن السيطرة ويستمر لفترة أطول من اللازم، وهو ما يسمي بالالتهاب المزمن، وقد ربطته الدراسات بالعديد من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري والسرطان.
ونظراً لأن النظام الغذائي يلعب دورًا مهمًا في صحتك، فكل ما تأكله بما في ذلك الأعشاب والتوابل المختلفة، يمكن أن يؤثر على الالتهابات في جسمك.
وفيما يلي نستعرض ما توصل له العلم فيما يتعلق بـ 9 أعشاب وتوابل قد تساعد في مكافحة الالتهاب بالجسم، بحسب ما نشره موقع "هيلث لاين".
الزنجبيل
بعيدًا عن استخدامات الزنجبيل في الطهي، فقج استخدمه الناس لآلاف السنين في الطب التقليدي لعلاج العديد من المشاكل الطبية، والتي تشمل نزلات البرد والصداع النصفي والغثيان والتهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم.
ويحتوي الزنجبيل على أكثر من 100 مركب نشط، مثل gingerol و shogaol و zingiberene و zingerone ، على سبيل المثال لا الحصر، ومن المحتمل أن تكون هذه المركبات مسؤولة عن آثاره الصحية، بما في ذلك المساعدة في تقليل الالتهاب في الجسم.
وقد وجد تحليل 16 دراسة أجريت على 1010 مشارك، أن تناول 1000-3000 مجم من الزنجبيل يوميًا على مدار 4-12 أسبوعًا يقلل بشكل ملحوظ من علامات الالتهاب.
كما كشفت أبحاث أخرى عن آثار تناول 500-1000 ملج من الزنجبيل يوميًا لدي الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، وهي حالة تنكسية تنطوي على التهاب المفاصل، ليجدوا أن الزنجبيل قد يقلل من علامات الالتهاب مثل TNF-α و interleukin 1 beta (IL-1β) ، بالإضافة إلى تقليل آلام المفاصل وزيادة حركة المفاصل.
اقرأ أيضا:
تحذير من أمراض خطيرة قد تنتقل إليك من "الدش"الثوم
الثوم (Allium sativum) من التوابل الشعبية ذات الرائحة والمذاق القوي، وقد استخدمه الناس في الطب التقليدي منذ آلاف السنين لعلاج التهاب المفاصل والسعال والإمساك والالتهابات وآلام الأسنان وغير ذلك.
وتأتي معظم الفوائد الصحية للثوم من مركباته الكبريتية، مثل الأليسين وثاني كبريتيد ثنائي الأليل و S-allylcysteine ، والتي يبدو أن لها خصائص مضادة للالتهابات.
وقد وجد تحليل 17 دراسة عالية الجودة بما في ذلك أكثر من 830 مشاركًا واستمر من 4 إلى 48 أسبوعًا، أن الأشخاص الذين تناولوا مكملات الثوم قد وجدوا انخفاض كبير في مستويات الدم من علامة الالتهاب CRP.
الكركم
الكركم من التوابل المشهورة في المطبخ الهندي والتي استخدمها الناس منذ العصور القديمة، وهي مليئة بأكثر من 300 مركب نشط، أهمها مضادات الأكسدة التي تسمى الكركمين، والتي لها خصائص قوية مضادة للالتهابات.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الكركمين يمكن أن يمنع تنشيط NF-B ، وهو جزيء ينشط الجينات التي تعزز الالتهاب، كما تتبع تحليل 15 دراسة عالية الجودة 1.223 شخصًا تناولوا 112-4000 مجم من الكركمين يوميًا لفترات تتراوح من 3 أيام إلى 36 أسبوعًا، ليجدوا أن تناول الكركمين قد ساهم بشكل ملحوظ في التقليل من علامات الالتهاب.
كما وجدت الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام أن تناول مكملات الكركمين توفر تخفيفًا للألم مشابهًا للأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات إيبوبروفين وديكلوفيناك.
لكن لسوء الحظ، يحتوي الكركم على 3٪ فقط من الكركمين من حيث الوزن، ولا يمتصه جسمك جيدًا، لذا من الأفضل تناول الكركمين مع الفلفل الأسود، حيث يحتوي الأخير على مركب يسمى البيبيرين، والذي يمكنه زيادة امتصاص الكركمين بنسبة تصل إلى 2000٪
وإذا كنت ترغب فى تناول الكركمين لخصائصه المضادة للالتهابات، فمن الأفضل شراء مكملات الكركمين، خاصة تلك التي تحتوي أيضًا على مستخلص الفلفل الأسود أو البيبيرين.
الحبهان
الحبهان أو الهيل (Elettaria cardamomum) هو أحد التوابل الأصلية في جنوب شرق آسيا، وتشير الأبحاث إلى أن تناول مكملات الحبهان قد يقلل من علامات الالتهاب مثل CRP و IL-6 و TNF-α و MDA، وبالإضافة إلى ذلك، وجدت إحدى الدراسات أن الحبهان يرفع حالة مضادات الأكسدة بنسبة 90٪ .
وقد وجدت دراسة استمرت 8 أسابيع على 80 شخصًا يعانون من مقدمات مرض السكري، أن تناول 3 جرامات من الهيل يوميًا قلل بشكل كبير من علامات الالتهاب، مثل hs-CRP و IL-6 و MDA.
اقرأ أيضا:
"بلح البحر" يلهم العلماء لابتكار علاج للسكتات الدماغيةالفلفل الأسود
يُعرف الفلفل الأسود (Piper nigrum L) بكونه ملك التوابل، لأنه شائع في جميع أنحاء العالم، وقد استخدم الناس الفلفل الأسود لعلاج بعض المشاكل الصحية، مثل الربو والإسهال والعديد من أمراض المعدة الأخرى.
وتشير الأبحاث إلى أن الفلفل الأسود ومركبه النشط الرئيسي البيبيرين قد يلعبان دورًا في تقليل الالتهاب في الجسم.
الجينسنج
الجينسنج هو نبات استخدمه الناس في آسيا منذ آلاف السنين، وهم يعتزون به لخصائصه الطبية، حيث ارتبط بالعديد من الفوائد الصحية، ويرجع ذلك أساسًا إلى مركباته النشطة التي تسمى الجينسنوسيدات، والتي تشمل آثارها تقليل علامات الالتهاب في الجسم.
وقد فحص تحليل 9 دراسات لـ420 مشاركًا لديهم مستويات دم مرتفعة من مؤشر الالتهاب CRP، وأولئك الذين تناولوا 300-4000 ملجم من الجينسنج يوميًا على مدار 4-24.8 أسبوعًا، قللوا بشكل ملحوظ من مستويات بروتين سي التفاعلي.
واقترح الباحثون أن خصائص الجينسنج المضادة للالتهابات تأتي من قدرته على قمع NF-B - وهو ناقل كيميائي ينشط الجينات التي تعزز الالتهاب.
الشاي الأخضر
الشاي الأخضر (Camellia sinensis L) هو شاي عشبي مليء بمركبات صحية تسمى البوليفينول، وقد ربطت الدراسات هذه المركبات بالفوائد التي تعود على الدماغ والقلب، وقد تساعد أيضًا الأشخاص على فقدان دهون الجسم وتقليل الالتهابات.
واتبعت إحدى الدراسات الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي الذين لم يستجيبوا جيدًا للعلاجات التقليدية، وقد أدى تناول مكمل غذائي يعتمد على الشاي الأخضر يوميًا لمدة 56 يومًا إلى تحسين الأعراض بنسبة 58٪، مقارنةً بعدم وجود تحسن في مجموعة الدواء الوهمي.
ويبدو أيضًا أن بوليفينول الشاي الأخضر مفيد للحالات الصحية الالتهابية، مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض الزهايمر وأمراض اللثة وحتى بعض أنواع السرطان.
إكليل الجبل
إكليل الجبل (Rosmarinus officinalis) هو عشب لذيذ وعطري موطنه منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتشير الأبحاث إلى أنه قد يساعد في تقليل الالتهاب، ويُعتقد أن هذا يرجع إلى محتواه العالي من مادة البوليفينول، وخاصة حمض الروزمارينيك وحمض الكرنوسيك.
وقد وجدت دراسة استمرت 16 أسبوعًا على 62 شخصًا يعانون من هشاشة العظام أن تناول مشروب يحتوي على نسبة عالية من حمض روزمارينيك يقلل بشكل كبير من الألم والتصلب، بالإضافة إلى زيادة الحركة في الركبتين، مقارنةً بالدواء الوهمي.
القرفة
القرفة من التوابل اللذيذة المصنوعة من لحاء الأشجار من عائلة Cinnamomum، والنوعان الرئيسيان من القرفة هما القرفة السيلانية، وتسمى أيضًا القرفة "الحقيقية"، وقرفة كاسيا، وهي أكثر الأنواع المتاحة شيوعًا.
ولقد ثمن الناس القرفة لخصائصها الصحية لآلاف السنين، وفيما يتعلق بالعلم فقد وجد تحليل 12 دراسة أجريت على أكثر من 690 مشاركًا أن تناول 1500-4000 مجم من القرفة يوميًا لمدة 10-110 أيام قلل بشكل ملحوظ من علامات الالتهاب CRP و MDA ، مقارنة مع الدواء الوهمي، أيضا، وجدوا القرفة ترفع مستويات مضادات الأكسدة في الجسم.
ومن المثير للاهتمام، أن التحليل وجد أن قرفة كاسيا فقط، وهي النوع الأكثر شيوعًا من القرفة، التي قللت من مستويات CRP و MDA، وقد قللت القرفة السيلانية من مستويات MDA فقط.
وبالمثل، وجد تحليل 6 دراسات أجريت على 285 شخصًا أن تناول 1200-3000 ملليجرام من القرفة يوميًا لمدة 8-24 أسبوعًا يقلل بشكل كبير من مستويات بروتين سي التفاعلي.
وكان هذا التأثير واضحًا بشكل خاص في الحالات التي كانت فيها مستويات بروتين سي التفاعلي عالية، مثل مرض السكري من النوع 2 ، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
والجدير بالذكر أنه في حين أن القرفة آمنة بكميات صغيرة، إلا أن الإفراط في تناولها يمكن أن يكون خطيرًا، حيث تحتوي القرفة وخاصة نوع كاسيا الأكثر شيوعًا، على مستويات عالية من الكومارين، وقد تم ربط هذا المركب بتلف الكبد عندما يستهلك الناس الكثير منه.
وكمية القرفة اليومية المسموح بها هي 00.1 مجم لكل كجم من وزن الجسم، مع العلم أن ملعقة صغيرة واحدة (2.5 جرام) من قرفة كاسيا تحتوي على 7-18 مجم من الكومارين، وهذا يعني أن الشخص البالغ العادي يجب ألا يستهلك أكثر من ملعقة صغيرة (2.5 جرام) من القرفة يوميًا.
اقرأ أيضا:
مشيمة الماعز تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي اقرأ أيضا:
عصير يساعد على اختفاء دهون البطن خلال أسبوع