عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك ورؤساء العالم كان من بينهم المقوقس عظيم مصر.
وعندما جاءه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، احترم رسول النبي إليه وبعث بهدايا خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم.
حوار مع المقوقس وجهًا لوجه:
يقول الصحابي حاطب بن أبي بلتعة: بعثني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فأتيته فحييته بكتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأنزلني في منزله وأقمت عنده ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته.
وقال: أني سأكلمك بكلام وأحب أن يفهمه مني، قلت: هلم قال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبيا؟ قلت: بلى، هو رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها.
قال: قلت: عيسى ابن مريم أليس تشهد أنه رسول الله، فما له حيث أخذه قومه، فأرادوا أن يصلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله- عز وجل- حتى رفعه الله إليه في السماء الدنيا قال: أنت حكيم جئت من حكيم.
اقرأ أيضا:
عين السرو.. تمتلئ حينما تقترب منها وتجف عندما تبتعد.. فما تفسير ذلك؟هدايا المقوقس للنبي:
لما قرأ المقوقس كتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أعطى لحاطب مائة دينار، وخمسة أثواب، وأكرمه في الضيافة، وأقام عنده خمسة أيام.
وقال له الرجل: لا يسمعنك القبط حرفا واحدا أو واحدا، وأخذ الكتاب فجعله في حق عاج، ختم عليه، ودفعه إلى جاريته.
وكتب إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- كتابا، وبعث إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بهدية منها مارية القبطية، وأختها سيرين، التي وهبها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن.
وأهدى لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فرسا، يقال له: اللزاز، وبغلته دلدل، وحمارا، وغلاما خصيا ممسوحا اسمه مأبور، قال في زاد المعاد: فقيل: هو ابن عم مارية.
العسل والقدح:
كما أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم قدحا من قوارير، كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يشرب فيه، وشابا من قباطي مصر وطرفا من طروفهم.
قال في زاد المعاد: عشرين ثوبا، وألف مثقال ذهبا، وعسلا من عسل بنها فأعجب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالعسل ودعا في عسل بنها، وغير ذلك.
وكتب للنبي- صلى الله عليه وسلم- كتابا فيه «قد علمت أن نبيا قد بقي، وكنت أظن أنه يخرج من الشام، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، ووصلت الهدايا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سنة سبع وقيل: سنة ثمان ولم يسلم.
قال في زاد المعاد: مات على كفره في ولاية عمرو بن العاص: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «ضن الخبيث بملكه، ولا بقاء لملكه بل مات على كفره في ولاية عمرو بن العاص».