كشف كتاب جديد، أنه من المحتمل أن يكون مرض نقص المناعة (الإيدز) قد انتقل من الشمبانزي إلى البشر، بسبب جندي جائع إبان الحرب العالمية الأولى أجبر على اصطياد الحيوانات للحصول على الطعام.

وكان "المريض صفر" المجهول، جزءًا من قوة قوامها 1600 جندي بلجيكي وفرنسي سافروا، إلى جانب 4000 مساعد أفريقي، من (ليوبولدفيل) في الكونغو الديمقراطية إلى موقع بعيد في الكاميرون، كما يقول عالم الأحياء الدقيقة، الكندي "جاك بيبين"، الذي عمل ذات مرة كطبيب شجيرة في وسط إفريقيا في الثمانينيات.

وهذه الفرضية المثيرة جعلها "بيبين"، الأستاذ في قسم علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في جامعة شيربروك في كيبيك، محور طبعة جديدة من كتابه الشهير "أصول الإيدز".

ومن المحتمل أن يكون "المريض صفر" قد أصيب بعد قتل نوع من الشمبانزي مصاب بفيروس كان نذيرًا لفيروس نقص المناعة البشرية، الذي يسبب الإيدز، كما كتب العالم في المجلد الذي نشرته جامعة "كامبريدج" مؤخرًا.

وفي الطبعة الأولى من الكتاب الذي نشر في 2011، افترض "بيبين" في الأصل أن فيروس نقص المناعة البشرية انتقل من الشمبانزي إلى البشر بعد أن قتل صياد أفريقي مصاب أحد الوحوش في عام 1921، وأصيب في هذه العملية.

اقرأ أيضا:

تحذير من أمراض خطيرة قد تنتقل إليك من "الدش"

ثم يسرد "بيبين"، كيف تم تأجيج انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم من خلال الاستعمار والدعارة وحملات الصحة العامة "الحسنة النية" التي تفتقر إلى بروتوكولات السلامة الشائعة الآن، مثل حظر مشاركة الإبر.

في الإصدار الثاني من الكتاب، الذي تم إصداره هذا الشهر، يعتمد "بيبين" على أبحاث في الأرشيفات الطبية في إفريقيا وأوروبا تشير إلى أن "المريض صفر" لم يكن صيادًا محليًا، ولكن بدلاً من ذلك ، كان جنديًا جائعًا في الحرب العالمية الأولى أجبر على اصطياد الشمبانزي للحصول على الطعام عندما تعثر فوجه في الغابة النائية حول مولوندو بالكاميرون، ونفدت الإمدادات الغذائية.

وبدأت معظم الكتب عن الإيدز في عام 1981، عندما بدأت مجموعة من الرجال المثليين في الولايات المتحدة بالموت بعد إصابتهم بالتهاب رئوي خبيث. منذ ذلك الحين، استمر فيروس نقص المناعة البشرية في قتل 33 مليونًا وإصابة ما يقرب من 76 مليون شخص حول العالم.

وكتب "بيبين" في مقدمة الطبعة الجديدة من كتابه: "قد يقول البعض أن فهم الماضي غير ذي صلة. لدينا التزام أخلاقي تجاه ملايين البشر الذين ماتوا أو سيموتون بسبب هذه العدوى. ثانيًا، تم تسهيل هذه المأساة (أو حتى سببها) من خلال التدخلات البشرية: الاستعمار والتوسع الحضري وربما حملات الصحة العامة ذات النوايا الحسنة".