حسب التعريف ، فإن التوتر هو "شعور بالتوتر العاطفي أو الجسدي، ويمكن أن يأتي من أي حدث أو فكرة تجعلك تشعر بالإحباط أو الغضب أو العصبية".
وعندما تسمع عن شخصًا يشعر "بالتوتر"، قد تتخيل أنه توتر عاطفي وتفترض أن آثاره تتوقف عند هذا الحد، لكن التوتر يمكن أن يلحق خسائر فادحة بجسمك، ويسبب مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تصل للتأثير علي صحة القلب.
لماذا؟ لأن التوتر وخاصة التوتر المزمن يستهلك الكثير من طاقتك، وتقول الدكتورة سينثيا أكريل، الخبيرة النفسية، ومحررة مجلة المعهد الأمريكي للتوتر، "عندما يتعرض الشخص للشعور بالتوتر يومياً، فإنه يستهلك الطاقة من أنظمة الجسم الأخرى".
باختصار، يمكن أن يتسبب التوتر في حدوث خلل في العديد من أجهزة الجسم، لأن جسمك يستخدم الكثير من الطاقة للتعامل مع التوتر، ويتفاعل كل شخص مع التوتر بشكل مختلف، لذا فإن الآثار الجانبية التي يعاني منها الكثير من الناس قد لا تحدث لك والعكس صحيح.
وفيما يلي قائمة بالأعراض الشائعة التي يعاني منها بعض الأشخاص نتيجة التوتر المزمن، وفقا لما نشره موقع "هيلث".
تغير في الشهية
عندما يكون الشخص متوترًا، غالباً ما يذهب إلى أحد طرفي نقيض، إما أن يأكل القليل جدًا أو يتناول أكثر مما يفعل عادةً، وإذا كنت تميل إلى الحصول على رقائق البطاطس عندما يبدأ مستوى التوتر لديك في الارتفاع، فقد تمارس ما يسميه بعض الخبراء الأكل العاطفي، والذي يحدث عندما تلجأ إلى الطعام لمواجهة مشكلة عاطفية.
وتشرح الدكتورة أكريل، أنه إذا كنت تواجه صعوبة في تناول الطعام عندما تكون متوتراً، فقد يكون ذلك بسبب تباطؤ جهازك الهضمي - تحت وطأة الضغط الذي تعاني منه - مضيفة أن هذا مثال على ما يمكن أن يحدث عندما يسلب التوتر أنظمة الطاقة من الجسم.
اقرأ أيضا:
تحذير من أمراض خطيرة قد تنتقل إليك من "الدش"التهيج أو العصبية
ربما لاحظ معظمنا أننا - وكذلك من حولنا – كيف نبدو على حافة الهاوية عندما نشعر بالتوتر، وتوضح "أكريل"، "من الناحية السلوكية، فإن أول ما يلاحظه الناس هو العصبية، حيث يبدو الأمر كما لو أن طاقتك أقل، وتبدأ الكلمات العصبية في الظهور بسرعة أكبر".
وإذا لاحظت أن حالتك المزاجية تتدهور سريعًا، فقد يكون من المفيد تقييم الضغوطات الشائعة في حياتك واسأل نفسك عما إذا كانت تحت السيطرة حاليًا أم لا.
مشاكل قلبية
لا يتسبب التوتر فقط في ظهور أعراض خارجية يمكن مراقبتها بسهولة، ووفقًا لجمعية القلب الأمريكية، يمكن أن يؤثر التوتر على العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وعلى وجه التحديد، يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.
وقالت سوزان ألبرز، الطبيبة النفسية لمجلة Health، إن الإجهاد يمكن أن يسبب إحساسًا في الصدر يجعل الناس يشعروا أنهم يعانون من سكتة قلبية، وهو ما يعني أن توترهم شديد للغاية، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل من المهم مراقبة مستوى التوتر لديك والعمل على تقليله قدر الإمكان.
غثيان
تقول الدكتورة ألبرز، إن التوتر يمكن أن يجعلك تشعر بالغثيان في معدتك، ووفقًا لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية ، يعد الغثيان من بين الأعراض الشائعة للتوتر الذي يصيب أمعائك، وتشمل الأعراض الأخرى تقلصات المعدة وعسر الهضم.
الإسهال والإمساك
مثلما يمكن أن يسبب التوتر إما فقدان الشهية أو زيادتها، يمكن أن يكون له نفس التأثير على أمعائك، ووفقًا للمعهد الأمريكي للتوتر، فإن أحد أسباب تلك الأعراض يتلخص في تدفق الدم.
حيث يفرز الجسم هرمون خلال الأوقات العصيبة يتسبب في توجيه الجسم لتدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية (مثل القلب والدماغ والرئتين) بدلاً من الأمعاء، مما يؤدي إلى إبطاء حركة الأمعاء.
اقرأ أيضا:
"بلح البحر" يلهم العلماء لابتكار علاج للسكتات الدماغيةصعوبة النوم
تقول الدكتورة ألبرز، إن التعرض لضغط كبير يمكن أن يجعل من الصعب النوم، ويعد هذا أحد أعراض التوتر المقلق بشكل خاص لأن النوم ضروري لكل جانب آخر من جوانب صحتك.
وتوضح الدكتورة أكريل، "النوم مهم جدًا لكل شيء، وعندما نرتاح، يتم تجديد كل شيء داخل أجسامنا، وبدون نوم قد يواجه عقلك صعوبة في اتخاذ خيارات جيدة - مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر".
الشعر الأبيض
التوتر يمكن أن يجعلك شعرط يتحول إلى اللون الرمادي، وتقول الدكتورة ألبرز، "على المدى الطويل، يؤدي التوتر المزمن إلى تفتيت جسمك، وحتى في بعض الأحيان يبدأ شعر المريض في الشيب".
وقد وجدت الأبحاث الحديثة أن التوتر يمكن أن يسبب الشيب المبكر المرتبط بتأثير التوتر على الخلايا الجذعية التي تجدد صبغة الشعر.
الصداع
الصداع الناجم عن التوتر هو أحد أكثر أنواع الصداع شيوعًا، وتحدث عندما تنقبض عضلات فروة الرأس والرقبة أو تصبح متوترة، ويمكن أن تكون نتيجة للاكتئاب أو القلق أو التوتر.
اقرأ أيضا:
مشيمة الماعز تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائيحب الشباب
إذا كنت قد تخطيت سن البلوغ، فربما تعلمت أن الهرمونات يمكن أن يكون لها تأثير على بشرتك، ولسوء الحظ، لا تختفي هذه الاضطرابات المرتبطة بالهرمونات بمجرد بلوغك سن الرشد.
ونظرًا لأن التوتر هو تغيير هرموني، فإنه يمكن أن يجعل بشرتك مزيتة، وبالتالي تظهر علي بشرتك حبوب الشباب في أي سن، نتيجة للتوتر المزمن.
التغييرات في الدافع الجنسي
يمكن أن تؤدي المشكلات الصحية المختلفة إلى انخفاض الدافع الجنسي، وفي بعض الأحيان يعود الأمر إلى الشعور بالإرهاق أو التوتر، وفقًا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، والذي يشرح أن التوتر أو القلق أو الإرهاق يمكن أن يتسبب في فقدان الرغبة الجنسية.
صعوبة في التركيز
إذا كنت تواجه مشكلة في إنهاء مهمة لا تتطلب عادةً قدرًا كبيرًا من القوة الذهنية، فقد ترغب في أن تسأل نفسك ما إذا كان هناك أي شيء يزعجك، وتقول الدكتورة أكريل، إن من بين الشكاوى الشائعة التي تسمعها من المرضى المتوترين شيئًا على غرار، "أنا أشعر بالتشتت".
لذا، إذا كنت لا تستطيع التحكم في تركيزك، ففكر في تعلم كيفية التحكم بالضغوطات التي تشعرك بالتوتر.
في النهاية، بينما يمكن أن يكون للتوتر تأثير هائل على صحتك، إلا أن الخبر السار هو أن هناك طرقًا عديدة للتعامل معه، ويمكن أن يشمل ذلك التأمل أو العلاج بالكلام أو تغييرات بسيطة في نمط الحياة (مثل تناول الأطعمة المغذية، والحصول على قدر كاف من الحركة، والنوم في الوقت المحدد كل ليلة).
اقرأ أيضا:
عصير يساعد على اختفاء دهون البطن خلال أسبوع اقرأ أيضا:
في بداية التوقيت الشتوي. تجنب هذه العادات الضارة بالصحة