من منا لا يحب أن يكون قدوة ورمز بين الناس؟.. بالتأكيد كلنا يتمنى ذلك.. لكن كيف الوصول إلى هذه المرحلة العظيمة من الدرجة عند الله عز وجل وفي نفس الوقت أمام الناس.. ترى البعض يقولون: (فلان يحمل شهادة جامعية كذا) أو (فلان وصل إلى الدرجة العلمية التالية)، أو (فلان يملك من المال كذا وكذا)، لكن بغض النظر عن ما وصل إليه هذا الشخص أو غيره، هل هو بالفعل يستحق لقب أن يكون رمزًا أو قدوة.. هل توقفت القدوة أمام الدرجة العلمية فقط.. أو المال فقط؟.. أم أنه لابد لمواصفات أخرى أكثر عمقًا وأهمية، لكي يستحق هذا الإنسان أن يكون (بطلا) في رواية أحدهم.
الطريق إلى القدوة
بالطبع كثير من الناس أو جميعهم يتمنون الوصول إلى درجة القدوة، لكن للوصول إلى هذه الدرجة يلزم عددًا من الإجراءات، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- أن تكون رمزًا للحياة بمعنى الحياة
- أن تكون رمزًا للأمل في نفوس اليائسين
- أن تكون رمزًا لليقظة والدلالة والرشاد في حياة الغافلين التائهين الحائرين
- أن تكون رمزًا لجبر الخواطر للبائسين والمهمومين
- أن تكون رمزًا لبث الروح الإنسانية من جديد في واقع بات يبتعد عنها
- أن تكون رمزًا لقضاء الحوائج ورفع الكروب أمام أعين المتخاذلين
- أن تكون رمزًا لإسعاد الناس والوفاء معهم أمام عيون الغادرين.
إذن ليس فقط أن تكون متعلمًا أو صاحب مال حتى تصبح قدوة، ولكن الأهم أن تكون صاحب همة في طريقة الوصول إلى الناس وإسعادهم ومساعدتهم، حتى لو لم تكن تملك من حطام الدنيا إلا القليل.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟القدوة الحقة
القدوة الحقة أو الحسنة، هي ما يحتاجه الناس، وليس بالكلام دون الفعل، أو لمجرد أنك صاحب مال وفير وفقط دون فعل حقيقي تساعد به الناس، فأن تكون قدوة عليك أن تدعو الناس للحسنى وبالحسنى، أي أن تختار ألفاظك جيدًا، حتى لا تتحول المساعدة أو جبر الخواطر إلى (منة وذل).. فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبِعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا».. فاحذر عزيزي المسلم، الفرق بينهما ليس بكبير، أن تكون قدوة ومثل عليا بالفعل الحقيقي، أو أن تكون (منان) وليعاذ بالله.