يعد وجود الكرش من المشكلات التي يعاني منها ملايين البشر في جميع أنحاء العالم بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية حيث تتسارع محاولات الأطباء وخبراء التغذية للوصول لحل لهذه المشكلة سواء عبر التدريبات البدنية أو نظم غذائية معينة تساعد علي حرق الدهون وتحسين التمثيل الغذائي بكل يسهم في تخفيض الوزن والتمتع بجسم ممشوق.
عديد من الدراسات تطرقت إلي أسباب ظهور الكرش، وفي مقدمتها العوامل الجينية:، حيث تم إخضاع عديد التوائم المتطابقة والعائلات لفحص مستمر لعدة أشهرحيث توصلت إلي أن نسبة كبيرة في التنوع في قياس محيط الخصر ونسبة الخصر إلى الورك مربوط بشكل وثيق بالعوامل الجينية.
بل أن الدراسات المتعلقة بالجينوم البشري لها دور أيا في وجود الكرش حيث وجدت ما يقارب (20) موقعًا جينيًا يتحكمون في قياسات محيط الخصر ونسبة الخصر إلى الورك، وخاصة في الأشخاص الذين ينتمون إلى أصل (قوقازي).
العوامل البئييةكذلك تلعب دورا مهما في وجود الكرش حيث توصلت دراسات إلي إن نمط الحياة غير السليم والمتمثل بالأكل غير الصحي، وقلة النشاط البدني، والأكل المحلى والمليء بالسكر، قد تغير وتقلل من استعداد الشخص الجيني لظهور الكرش.
ثالث هذه الأسباب التي تقف وراء وجود الكرش تتمثل في الجنس إ ذيؤثر كلًا من هرموني التستوستيرون والإستروجين على توزيع الدهون بطرق مختلفة، إذ يعاني الرجال عادًة من ظهور الكرش بنسبة أكثر من النساء في مرحلة ما قبل توقف الطمث.
ترسب الدهون الحشوية في منطقة البطن يبدو مرتبطا كذلك بعلاقة طردية ، إذ كلما زادت كتلة الدهون لدى الرجل زاد تجمعها في منطقة الكرش، بينما اتصفت النساء بتكون أقل للكرش بغض النظر عن كتلة الدهون في الجسم، أو مؤشر كتلة الجسم، أو حتى وجود دهون في منطقة ما تحت الجلد، في المقابل يزداد ظهور الكرش عند النساء في مرحلة ما بعد توقف الطمث.
ولا يغيب عن أسباب المعاناة من الكرش الحالة الإقتصادية:فهناك علاقة بين الحالة الاقتصادية للشخص ونسبة ظهور الكرش لديه، إذ كلما كان الوضع الاقتصادي للفرد أفضل، كانت نسبة ظهور الكرش لديه أقل، وهذه العلاقة مشابهة للعلاقة بين الوضع الاقتصادي للفرد وتعرضه للسمنة.
أما خامس الأياء المسببة لوجود الكر ش فيتمثل في التاريخ الوراثي للسمنة وزيادة الوزن إذ أن هناك علاقة طردية بين انتشار السمنة وراثيًا لدى الفرد واحتمالية ظهور الكرش لديه، فالأشخاص الذين لديهم اباء وأمهات وأجداد مصابون بالسمنة يكونون عرضة أكثر لزيادة الوزن وظهور الكرش.
النوم كلك يبدو حاضرا بقوة ضمن أسباب وجود الكرش إذ أن الأفراد الذين ينامون لفترات قصيرة أقل من 5 ساعات، قد يعانون من تكون الكرش بنسبة أكبر من الأشخاص الذين ينامون لفترات طبيعية من 6 إلى 9 ساعات، وهذه العلاقة تبدو واضحة أكثر لدى النساء في عمر أقل من 50 عامًا.
اقرأ أيضا:
تحذير: عدم غسل فرشاة الشعر قد يؤدي إلى تساقط الشعر والالتهاباتأما تأثير ظهور الكرش على صحة الجسم فيبدو واضحا حيث يتم عادًة ربط وجود الكرش مع ظهور الاضطرابات الاستقلابية ومتلازمة الأيض في الجسم، إذ يصاب الأشخاص الذين يعانون من ظهور الكرش بعدة اضطرابات بشكل أكبر من غيرهم، وذلك لتأثيره السلبي على الجسم.
ومن هذه التأثيرات للكرش الأمراض القلبية الوعائيةالأورام السرطانيةومعدل الوفاة الكلي فهناك أشخاص تتجمع الدهون لديهم في منطقة الكرش، واخرون في منطقة الأرداف، فما الذي يحدد ترسب الدهون في مكان اخر دون غيره عند زيادة الوزن؟ هنالك آليات معينة تحدد سبب تجمع الدهون في منطقة البطن وظهور الكرش عند زيادة الوزن،
أما عن طرق التخفيف من دهون الكرش فمن البديهي الإشارة إلي أن ممارسة التمارين الرياضيةلمدة 195-400 دقيقة أسبوعيًا يعد عاملًا مهمًا في الوقاية من دهون الكرش وتخفيفها في حال وجودها فضلا عن ممارسة نظام غذائي صحي إن تناول غذاء قليل بالدهون وغني بالبروتينات والفاكهة والخضار والحبوب الكاملة، والابتعاد عن السكر المضاف، واستبدال المشروبات المحلاة بالماء أو المحليات الصناعية، يساهم في الوقاية والتخفيف من وجود الكرش