يعاني الملايين حول العالم من التهاب المفاصل، فيما توصلت دراسة حديثة إلى أن نظامًا مبتكرًا للتمارين الرياضية قد يساعد في تخفيف الآلام وتحسين وظيفة الركبة.
ويُطلق على البرنامج اسم (STEP-KOA)، وهو اختصار لبرنامج التمرين المتدرج لمرضى التهاب مفاصل الركبة.
تمارين من المنزل
ويبدأ بتمارين لطيفة في المنزل، وإذا لزم الأمر، ينتقل إلى الاستشارة الهاتفية والعلاج الطبيعي الشخصي.
وقال المؤلف الرئيسي كيلي ألين: "يمكن أن يكون STEP-KOA طريقة فعالة لتقديم خدمات التمارين والعلاج الطبيعي للأشخاص المصابين بالتهاب مفاصل الركبة، لأنه يحتفظ بالخطوات الأكثر كثافة في الموارد للأشخاص الذين لم يطرأ عليهم تحسن في وقت سابق".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف عالم صحة الأبحاث في مركز دورهام فيرجينيا الطبي في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية: "قد يكون هذا مهمًا في الأنظمة الصحية التي تحاول تعظيم الموارد أو عندما يكون هناك وصول محدود إلى العلاج الطبيعي".
شملت الدراسة التي أجراها باحثون من نظام الرعاية الصحية بشؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، أكثر من 300مريض يعانون من التهاب مفاصل الركبة المؤلم، والذين تم إخضاعهم لبرنامج (STEP-KOA )، أو التثقيف حول التهاب المفاصل.
والفصال العظمي هو الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل في الركبة، وهو نوع من أنواع التهاب المفاصل التنكسي "الاهتراء".
ويبدأ (STEP-KOA) ببرنامج تدريبي قائم على الإنترنت، وإذا لم يكن فعالاً، ينتقل المريض إلى الخطوة الثانية، والتي تتضمن مكالمات هاتفية للتدريب مرتين شهريًا لمدة ثلاثة أشهر.
وإذا لم يتحسن الألم، ينتقل المريض إلى الخطوة الثالثة، والتي تشمل العلاج الطبيعي الشخصي، على أن يتم إرسال المواد التعليمية على المشاركين في مجموعة التثقيف حول التهاب المفاصل كل أسبوعين.
وبعد تسعة أشهر ، تقدم 65 في المائة من المرضى عبر استخدام برنامج ( STEP-KOA) إلى الخطوة الثانية، و35 في المائة انتقلوا إلى الخطوة الثالثة.
مقارنة بالمشاركين الذين تلقوا التعليم فقط، أفاد الباحثون في الدراسة التي نشرتها دورية "حوليات الطب الباطني" بأن مجموعة الرعاية المتدرجة تحسن الألم لديهم بشكل أكبر.
اظهار أخبار متعلقة
قال مؤلفو الدراسة إن هذه الاستراتيجية يمكن أن تخفض تكاليف الرعاية الصحية وتخصيص البرامج لاحتياجات المرضى.
رؤية مغايرة
مع ذلك، قال الدكتور جيفري شيلدهورن، جراح العظام البارز بمستشفى لينوكس هيل في نيويورك، إنه "يجب أن يبدأ العلاج الطبيعي بدلاً من ذلك وينتقل إلى المرضى الذين يمارسون التمارين بأنفسهم".
وأضاف: "يبدو أن هذه الدراسة مصممة لنمط من الطب أعتقد أن قلة قليلة منا ستقدره. كأنك تستعد لمستقبل توجد فيه موارد محدودة، وتحاول أن تفعل كل شيء عن بعد، وأنت تضع المسؤولية على المريض".
وأشار شيلدهورن إلى أن 90 مريضًا انسحبوا من البرنامج، و10 في المائة فقط ظلوا في الخطوة الأولى طوال فترة الدراسة.
ولفت إلى أنه "نظرًا لأن تلف ركبة كل مريض وإدراك الألم فريد من نوعه، يجب تصميم برنامج فعال بشكل فردي".
وتابع شيلدهورن: "أعتقد أنه من الضروري أن يحاول الأشخاص المصابون بمرض خفيف إلى متوسط القيام بكل ما في وسعهم بمفردهم، مع أو بدون علاج فيزيائي شخصي. المفتاح هو الحفاظ على حركة المفصل بتمرين لطيف".
وقال إن "النهج متعدد الوسائط الذي يتضمن إجراء فحوصات دورية مع معالج، وإظهار كيفية القيام بالحركات مع المتابعة عبر الهاتف أو الدردشة المرئية، هو نهج قابل للتطبيقط.
وأكد شيلدهورن أن المرضى يحتاجون إلى أداء تمارينهم في المنزل كل يوم.
وقال: "من المحتمل أن الشخص الذي يذهب إلى العلاج الطبيعي ثلاث مرات في الأسبوع لا يفعل مثل الشخص الذي يذهب ثلاث مرات في الأسبوع ويمارسه بمفرده. تأتي غالبية القيمة مع تمارين الإطالة اليومية في المنزل".
وأوضح أنه "إذا ذهبت إلى العلاج الطبيعي مرتين في الأسبوع، ولم تفعل شيئًا في الأيام الخمسة الأخرى، فلا قيمة هنا".