بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاربعاء 23 ديسمبر 2020 - 02:52 م
كان الصحابي الجليل عبد الله بن عباس من أكثر الصحابة فتوى، حيث كان يسمى "الحبر" من كثرة علمه.
كلامه ومواعظه الجامعة:
1-ومن كلامه: لو أن جبلا بغى على جبل لجعل الله الباغي دكا. 2- كان يأخذ بطرف لسانه فيقول: ويحك، قل خيرا تغنم، واسكت عن الشر تسلم، فقيل له في ذلك فقال: بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحق منه على لسانه. 3- لما ضرب الدينار والدرهم، أخذه إبليس فوضعه على عينيه وقال: أنت ثمرة قلبي وقرة عيني، بك أطغى وبك أدخل النار وبك أكفر، رميت من بني آدم أن يحب الدنيا، فإنه من أحبها عبدني، أو قال: تعبد لي، وهذا صحيح، فإن حب الدنيا والدرهم رأس كل خطيئة. 4- ما ظهر البغي في قوم إلا وظهر فيهم الموتان. 5- ما من مؤمن ولا فاجر إلا وقد كتب الله رزقه من الحلال، فإن صبر حتى يأتيه الله- عز وجل-، وإن جزع فتناول شيئا من الحرام نقصه الله من رزقه من الحلال.
مكانته وقدره:
يقول ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما-: كان عمر يدخلني في أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم تدخل هذا الفتى معنا، ولنا أبناء مثله. فقال: أنتم ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم وما أراه دعاهم يومئذ إلا ليريهم مني. فقال عمر: ما تقولون في قوله تعالى: "إذا جاء نصر الله والفتح"، حتى ختم السورة فقال بعضهم: أمرنا الله- عز وجل- أن نحمده، ونستغفره إذ جاء نصر الله وفتح علينا. وقال بعضهم: لا ندري وقال بعضهم: لم يقل شيئا، فقال لي: يا ابن عباس كذاك تقول: قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله- عز وجل- إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا .. والفتح: - فتح مكة- فذاك علامة أجلك، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا . فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما يعلم هذا، كيف تلومونني عليه بعد ما ترونه؟!. وروى ابن الجوزي أن عمر بن الخطاب قال لابن عباس- رضي الله تعالى عنه-: إنك والله لأصح فتياننا وجها، وأحسنهم عقلا، وأفقههم في كتاب الله- عز وجل-. وقال ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال: نعم ترجمان القرآن ابن عباس وعاش بعد ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- نحو خمس وثلاثين سنة، فشدت إليه الرحال وقصد من جميع الأقطار. وقال طاووس قال: أدركت خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكروا ابن عباس فخالفوه لم يزل يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله.