لاقى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من الأهوال ما لا مزيد عليه، خاصة فيما وقع من بذلهم وتضحياتهم بالمال والولد في الهجرة النبوية للمدينة المنورة.
كرامة عظيمة لأم أيمن:
ومن ذلك ما وقع من آيات وكرامات لأم أيمن حاضنة الرسول رضي الله عنها.
وكانت أم أيمن هاجرت إلى المدينة وليس معها زاد، فلما كانت عند الروحاء عطشت عطشا شديدا.
قالت: فسمعت حفيفا شديدا فوق رأسي، فرفعت رأسي فإذا دلو مدّ لي من السماء بحبل أبيض فتناولته بيدي، حتى استمسكت به، فشربت منه حتى رويت.
قالت: فلقد أصوم بعد تلك الشربة في اليوم الحار الشديد، ثم أطوف في الشمس كي أظمأ، فما ظمئت بعد تلك الشربة.
ما وقع لعامر بن ربيعة:
روى البيهقي عن الأعمش عن بعض أصحابه رضي الله عنهم قال: أتينا إلى دجلة، وهي بأرض الأعاجم خلفها، فقال رجل من المسلمين: بسم الله، ثم اقتحم فرسه فارتفعوا على الماء، فنظر إليهم الأعاجم، وقال: ديوان ديوان، ثم ذهبوا على وجوههم، فما فقدوا إلا قدحا كان معلقا بسرج فلما خرجوا أصابوا الغنائم فاقتسموها، فجعل الرجل يقول: من يبادل صفراء ببيضاء.
اقرأ أيضا:
الطاعنون في الإمام البخاري.. استهداف للمنهج أم استهداف للسنة نفسها؟آيات وقعت لخالد بن الوليد:
نزل خالد بن الوليد رضي الله عنه الحيرة على أمير بني المرازبة، فقيل له: احذر السم لا تسقيكه الأعاجم، فقال: ائتوني به فأخذه بيده، ثم اقتحمه، وقال: بسم الله، فلم يضره شيئا.
وعن قيس بن أبي حازم رحمه الله تعالى قال: رأيت خالد بن الوليد رضي الله عنه أتى بسم فقال: ما هذا قالوا: سم، قال: بسم الله، وشربه.
عمار بن ياسر:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كم من ذي طمرين لا ثوب له، لو أقسم على الله لأبره، منهم عمار بن ياسر» .
وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه أقسم يوم أحد فهزم المشركون، وأقسم يوم الجمل فغلبوا أهل البصرة وقيل له يوم صفين: لو أقسمت، فقال: لو ضربونا بأسيافهم حتى نبلغ سعفات هجر.