كشفت دراسة حديثة عن أن تحفيز الدماغ من خلال إطلاق كميات صغيرة من الكهرباء يمكن أن يساهم في تقليل "المشاعر السلبية" لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب.
وقال الباحثون خلال الدراسة التي نشرتها مجلة علم الأعصاب "JNeurosci"، إن التقنية، التي تسمى التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، أو (TMS)، تستخدم مجالًا مغناطيسيًا متغيرًا لاستهداف التيارات الكهربائية الصغيرة منطقة معينة من الدماغ، (قشرة الفص الجبهي).
ووفق الأبحاث، فإن قشرة الفص الجبهي، الواقعة بالقرب من مقدمة الدماغ، تتحكم في السلوك والعواطف واتخاذ القرارات، من بين وظائف أخرى.
ويتم استخدام الأجهزة القابلة للارتداء التي تستخدم (TMS) لعلاج الصداع النصفي واضطرابات الدماغ الأخرى، وفقًا لباحثين من جامعة شنجن بالصين.
بالإضافة إلى ذلك، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على نهج علاج اضطراب الاكتئاب الكبير في عام 2008، كما قال الباحثون.
اظهار أخبار متعلقة
مرضى الاضطرابات نفسية
وقالت المؤلف المشارك في الدراسة، داندان تشانج لوكالة "يو بي آي": "المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق والفصام واضطراب ما بعد الصدمة يجدون صعوبة في (السيطرة) على مشاعرهم السلبية".
وأضافت تشانج، الباحثة في علم النفس في جامعة شينزين: "تشير دراستنا إلى أن تحفيز (قشرة المخ أمام الجبهية) يقلل المشاعر السلبية".
وينظم المخ المشاعر من خلال أقسام قشرة الفص الجبهي التي تتحكم في اتخاذ القرار والاستجابات العاطفية، وفقًا لما ذكرته تشانج وزملاؤها.
وقالوا إن (TMS) قد تسخر بفعالية الأدوار المستقلة والمنفصلة لهذه المناطق من خلال تحفيزها على الاستجابة لمواقف معينة بشكل مختلف، مع عدد أقل من المشاعر السلبية.
في الدراسة، طبق الباحثون (TMS) على 90 من البالغين الأصحاء أثناء مشاهدتهم لصور الألم الاجتماعي. استمرت جلسات العلاج لمدة 20 دقيقة تقريبًا.
وصنف المشاركون في الدراسة، مشاعرهم السلبية بعد مشاهدة كل صورة مباشرة، بعد تشتيت انتباههم عن الصورة أو بعد التوصل إلى تفسير إيجابي للصورة أو إعادة تقييمها، وفقًا للباحثين.
تحفيز مناطق قشرة الفص الجبهي
وقال الباحثون، إن تحفيز أي من مناطق قشرة الفص الجبهي أثناء هذه العمليات يقلل من المشاعر السلبية، مع آثار تستمر لمدة تصل إلى ساعة.
ويشير هذا إلى أن الجمع بين التحفيز الموجه للدماغ والعلاجات النفسية الأخرى يمكن أن يحسن الاستجابات العاطفية في اضطرابات الصحة العقلية، وفقًا لما ذكرته تشانج وزملاؤها.
وقالوا إن علاج (TMS) سيجرى يوميًا لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، اعتمادًا على شدة الأعراض.
وقالت تشانج: "على الرغم من أن الآثار (الجانبية) نادرة ، إلا أن علاج TMS يمكن أن يسبب عدم ارتياح في فروة الرأس ، لكن المرضى بشكل عام يطورون التحمل تجاه هذا خلال الأسبوعين الأولين".