ربما لم يترك القرآن الكريم أي شيء يهم الإنسان، إلا وتحدث عنه، حتى أنه تحدث عن بعض أنواع الطعام والشراب، والتي طالما تحدث عنها هذا الكتاب العظيم، الذي يحوي كلام الله تعالى، إذن هي لها من الأهمية بمكان أن يهتم بها الإنسان.
بداية بما أن الإنسان خلق من الماء، فقد تحدث القرآن الكريم كثيرًا وفي أكثر من موضع، عن الماء، حتى وصل ذكر كلمة الماء في القرآن الكريم نحو 50 مرة، قال تعالى: «وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ» ( النحل 65).. وما ذلك إلا لأن الماء من أهم الموارد الضرورية للحياة ، فلا يمكن أن يستطيع أي إنسان أن يعيش بدون ماء، هذا ليس فحسب وإنما الماء ضروري جدًا للنظافة، قال تعالى : (وَيُنَـزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) ( الأنفال ، 11 )، كما أن الماء ضروري أيضًا في الصناعة والزراعة، قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ) (الأنعام ، 99) .
اللبن والعسل
ثاني أهم أنواع الطعام التي ذكرها القرآن الكريم، هو اللبن، قال تعالى: «وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ» ( النحل 66)، واللبن إعجاز رباني، إذ أنه يخرج من بين دم وطعام الماشية، ومع ذلك طعمه من أجمل الأطعمة، كما أنه له العديد من الأهمية في معالجة الأمراض وتمكين الإنسان من صحة بدنية جيدة.
أيضًا ثالث أهم أنواع الطعام يأتي لاشك العسل، لأنه يحتوي على مجموعة كبيرة من سكر العنب "الجلوكوز"، ومن سكر الفواكه والنخيل "الفركتوز"، والعسل يجمعه النحل من سحيق الأزهار والثمار ثم يحدث عمليات حيوية خاصة في بطون النحل لا يعلمها إلا الله ، ثم يخرج على هيئة شراب مختلف ألوانه وفقاً لنوعية الثمرة التي أرتشف النحل رحيقها ، قال تعالى: «وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ» ( النحل 68).
اقرأ أيضا:
لا صراع بين حقين.. لماذا يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضًا؟ (الشعراوي يجيب)أطعمة أخرى
أيضًا تحدث القرآن الكريم عن الزنجبيل والخل، والكافور، والحب والريحان، والتين، والنخيل (التمر)، والرمان، وزيت الزيتون، وهي الشجرة التي ضرب الله عز وجل بها المثل في نوره العظيم، قال تعالى: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» ( النور 35).