لا يمكن أن يشعر المسلم بالرضا إلا أن شكر المنعم.. فالشكر لا يعني مجرد الثناء والتسليم لكن يعني إقرار ذاتي بأن الواهب والمانع هو الله وأنك راض بهذا مستسلم له فإن أعطاك شكرته وإن منعك شكرته لأن حكمته سبحانه أعلم بما فيه مصلحتك.
معنى الشكر:
والشكر هو المدح والثناء للمنعم على ما أنعم به عليه من نعم ظاهرة وباطنه برضا تام وتسليم ويكون هذا الشكر باللسان وهو المعلوم وأيضا بالقلب بأن تقتنع من داخلك بأنه تعالى المانح والواهب، كما يكون بجوارحك بأن تستخدم هذه النعمة في طاعة الله تعالى ورضاه ولا تصرفه نعمه في معصية أبدا، على أن هناك فرقًا بين أن تحمد الله تعالى وأن تشكره؛ فحمد الله مجرد الثناء على المحمود بصفاته العليا وأسمائه الحسنى وأفعاله التي كلها حكمة وعدل وعكسه الذم فهو بذلك أعم من الشكر من هذه الجهة، بينما الشكر يكون باللسان والقلب والجوارح والحمد باللسان فقط.
ثمرات الشكر:
ولشكر الله تعالى ثمرات كثيرة تعود على الشاكر الذي بهذه المنزلة يتبوأ درجة الشاكرين الذين وعدهم الله الله الخير الكثير فقد وصف بذلك بعض خواص خلقه فقال سبحانه :(اٍن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا لأنعمه) وقال تعالى عن نوح: (إنه كان عبدا شكورا)، كما وعد الشاكرين بأفضل الجزاء و أحسنه قال تعالى :(وسنجزي الشاكرين)، ولقد جعل الله تعالى الشكر وسيلة لزيادة نعم الله تعالى ، فقال سبحانه: ( ولئن شكرتم لأزيدنكم).
ومن ثمرات الشكر أنه يمنع العذاب عن الخلق ، يقول الله عز وجل ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) فالله سبحانه لا يعذب أحدا من عباده إلا بسبب كفرهم به ، أما إذا شكروا بأن عملوا بما يرضي الله بعد أن أنعم عليهم بنعمة الشريعة الربانية فسيعشون في أمان وسلام في الدنيا والآخرة.
كيف تكون من الشاكرين؟
لا يمكن أن تشكر الله تعالى إلا إذا تتعرف على أمور بعينها وهي أن أن تستشعر معنى النعمة وتدركها وتدرك أيضا أن لا أحد يستطيع أن يجلبها إذا لم يأت بها الله ، ولا أحد يستطيع أن يمنعها إذا أراد الله، وأيضا تعرف أن كل النعم من الله وما بكم من نعمة فمن الله ثم تقوم بواجب هذه النعمة عليك وهي الثناء عليه سبحانه بما هو له أهل واظهار الرضا عنه سبحانه وتعالى والتحدث بتلك النعمة وإسناد التفضل بها إلى المنعم وحمده عليها ، قال تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث).